هشام مبارك
رسالة إلي سايقة دلالها المدعوة (ف)!
هذه رسالة مخطوطة وجدت علي جدران المعابد الأثرية بالأقصر كتبها مصري قديم من قبل الميلاد وتحديدا في نهاية سنة 17ق.م وفشل كل علماء الآثار في فك طلاسمها وهذا اجتهاد مني في ترجمتها وأحتفظ بحق هذه الاكتشاف المذهل.
عزيزتي (ف)..أودك أولا ألا تغضبي إذا كنت قد اخترت الحرف الثالث من اسمك لأناديك به وعذري أن رغبتي في عدم الإفصاح عن اسمك بالكامل فيه مصلحتك قبل مصلحتي،إنها ياعزيزتي مراعاة المشاعر التي لا تعرفينها ولم تفعليها ولو مرة واحدة في تاريخك فكم من مرة قد ألقيت بنفسك بين يدي من لا يحتاجك وتمنعت عمن يطلب ولو نظرة،كما اعترف لك يا(ف)أنني قد احترت هل اكتب لك بالعامية المحببة إلي غالبية المصريين ونخلي البساط أحمدي أم أكتب بالهيروغلوفية الفصحي ومكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل؟..عدم فهمي لشخصيتك جعلني أتردد ولا أدري بأي لغة يمكنني أن أحنن قلبك القاسي،وبعد طول تفكير قررت أن أرضي جميع الأطراف وبما أننا نعيش في زمن الميكس فقد قررت أن أكتب الجزء الأول بالفصحي والجزء الأخير بالعامية فقلمي الصغير لا يحتمل الكثير من الفصحي ويجد في العامية استراحة يلتقط فيها أنفاسه قبل الغرق في بحور البلاغة.
أكتب لك يا(ف)رسالتي من تحت الماء،نعم فأنا الغريق الذي طالما تعلق بك دون جدوي،أنا الذي طالما تمني قربك واخترت أنت دائما أن تبعدي عني وكنت دائما أصبر نفسي قائلا لها:لا تحزني يا نفس مسيرها يوم تاخد بالها منك.سيجيء يوم تمل من فلان وعلان وساعتها فقط ستعرف قيمتك وستلتف لك وتجري ناحيتك وهي فاردة ذراعيها وفي نهاية كل يوم كنت أكتشف أني قضيته في انتظار مالايجيء،أعترف لك الآن أنني كثيرا ما أنظر لنفسي في المرآة لأعرف ما الذي لايعجبك في منظري ولا أخفيك سرا فقد كنت كثيرا ما أضع صورتي بجوار صور الذين كنت دائما تفضلينهم عني وليس غرورا أن أقول لك أنني في كل مرة كنت أجد نفسي أحلي وأشيك منهم بكثير، والغريبة يا(ف)أن من يركلك بقدميه تتعلقين به أكثر ومن يصدر لك الطرشة تعطيه كل آذانك الصاغية أما من يخطب ودك فتسوقين عليه دلالك.
خلاص يا(ف)اتخنقت من الفصحي،تعالي بقي هنا علي البساط الأحمدي وقوليلي هي حكايتك إيه معايا بالظبط؟ عمّالة تتقلي عليا لما خلاص استويت مع إنك متأخذنيش يعني مرطرطة في إيد إللي يسوي وإللي مايسواش،ليه الطيب ملوش نصيب معاكي وتجري تتمسحي في إللي بيلف ويدور ويلوعك؟كل يوم أقول حتخلي عندها دم وتجيلك ويفوت اليوم ورا اليوم والشهر ورا الشهر وانتي زي مانتي ولا حس ولا خبر وكل ماسنة تخلص اقول معلش ياواد ملكش فيها نصيب السنة دي أصلها كانت سنة كبيسة وأكيد جيالك السنة الجاية،عموما ورغم كل شيئ كل سنة وانت طيبة يا(ف)آدي سنة 17 ق.م خلصت وزي مافكرتك في نهاية 18ق.م بافكرك دلوقتي تخلي عندك دم بقي وتيجي في 16ق.م ماعدتش مستحمل سنة كبيسة جديدة أما بقي لو ماجيتيش في 15ق.م فلا أعتقد أنني سأعيش لأنتظرك في 14ق.م وقد أعذر من أنذر. والسلام ختام.
المرسل: المخلص المشتاق المفلس دائما مصري قديم
المرسل إليها: سايقة دلالها (ف) واسمها بالكامل (الفلوس)!!