الأخبار
علاء عبد الوهاب
«شوية الناس اللي بيعارضوا»!
هكذا يصف وزير الصحة من عارضوا قانون التأمين الصحي!.. ورغم أنه لا يوجد من لا يحلم بأن يكون نظامنا مثيلا للخدمة العلاجية في إنجلترا ـ كما يقول ـ إلا أن التصريحات المصاحبة لإطلاق باكورة التطبيق يمكن أن تخيف حتي مَن أيد!
الوزير قال أن النظام الجديد سوف يضمن وجود طبيب لكل أسرة، فهل يوجد فعلا العدد الكافي من الأطباء المؤهلين لهذه المهمة؟.. ثم يبشر براتب يصل إلي ٣٠ ألف جنيه لطبيب التأمين، فهل يتحمل نظام التمويل - في البداية - هذا البند وحده؟ وكيف؟
يبدو أن الوزير تسرع في إطلاق العنان لوعود لا تستند إلي واقع، أو معطيات تضمن ارساءها واستمراريتها، إذ أن مجرد صدور القانون لا يعني أن الهيئات التي سوف تسهر علي التطبيق قد تم انشاؤها، ولا القرارات التنفيذية التي تحدد اسهام أطراف المنظومة والمستفيدين منها قد صدرت، والأهم أن أحوال مستشفيات التأمين لا تخفي علي أحد سواء علي مستوي الامكانات والاجهزة أو المباني، والأهم بالتأكيد الكادر البشري من أطباء وتمريض واداريين.
المسألة يا دكتور عماد لا يمكن اختزالها في »شوية ناس بيعارضوا»‬ علي حد تعبيرك، ولكنها مخاوف مشروعة، ربما زادت بعد الطريقة التي اعتمدتها في تدشين الخطوة الاولي للمشروع في بورسعيد.
مطلوب قليل من الكياسة والتريث والحذر، فعندما يتعلق الأمر بصحة الإنسان، فلا مجال لنشر أحلام تحتاج إلي وقت غير قصير لتصبح واقعا ملموسا.
لماذا لا يكون شعار أي مسئول: دع الأعمال تتحدث عن نفسها، دون افراط في تصريحات وردية، قد تتحول إلي سلاح ضد المسئول ذاته؟!
ربما كان الرهان علي غياب آلية للحساب، أو نسيان الناس من كثرة الهموم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف