المساء
محى السمرى
ناس وناس - انتعشت السياحة.. ولكن!!
أخيرا.. فرجها ربنا وبدأت الحركة السياحية تنتعش في الأقصر وأسوان وبدأت الفنادق العائمة تستعيد عافيتها بعد سنوات من الضياع.. توقفت خلالها الحركة السياحية تماما في هاتين المدينتين وايضا في البلاد الأثرية التي تقع بينهما وهنا تنفس العاملون في مجال السياحة والفندقة الصعداء أملا في هذه الانفراجة.
المهم ان الأفواج السياحية بدأت تتوافد وانطلقت الفنادق العائمة في نهر النيل حتي حدث ما لم يكن في الحسبان.. إذ فوجيء بحارة كل فندق عائم بشحوط الفنادق لأن منسوب مستوي المجري الملاحي هبط علاوة علي تراكم كميات من الطمي في المجري مما أدي إلي حدوث هذه المهزلة.. وحرمان السياح الذين جاءوا ليستمتعوا بهذه المناظر الرائعة والشمس المشرقة وهم عاجزون لا يستطيعون التصرف وطبعا كان الموقف في غاية السخافة.. والغريب ان هذا "الشحوط" حدث لعدة فنادق عائمة.. أي ان عدد الذين تعرضوا لهذه المهزلة كان كبيرا ومن جنسيات مختلفة.
المعروف لدي أصحاب الفنادق ولدي المشرفين علي النهر ولدي وزارة السياحة ان هذه الفترة هي فترة "السدة الشتوية" حيث تقوم وزارة الري بتقليل تدفق المياه في النهر لأسباب فنية.. ويحدث هذا كل عام في هذه الفترة بالذات والمفروض ان يتم تطهير المجري كل مدة زمنية حتي لا تشحط الفنادق وتتعرض محركاتها للتلف.. والسؤال من المسئول عن عملية التطهير؟ هل هي وزارة الري؟ أو وزارة النقل؟ أو المحافظات؟
يقول المسئولون في وزارة الري.. ان مسئولية التطهير تقع علي عاتق هيئة النقل النهري.. ولكن يبدو انه نظرا لتوقف رحلات الفنادق العائمة وعدم وجود سياح خلال السنوات التي تلت 25 يناير 2011 لم تقم الهيئة بعملية التطهير لأن المجري الملاحي بلا فنادق عائمة.
وهناك سبب اخر ربما لأنه لا يوجد لدي الهيئة أموال تكفي لعملية التطهير.. وعلي ذلك حدث التأجيل عاما بعد عام إلي أن فرجها ربنا هذا العام وبدأت الأفواج السياحية تقبل علي تلك الرحلات النهرية بين الاقصر واسوان وسارت الفنادق في النهر ويبدو انه لم يكن اصحابها لا يرون ان أعمال التطهير لم تتم لا في الأعوام السابقة ولا في هذا العام.
بصراحة ما حدث كان أمرا مؤسفا.. وإهمالا غريبا.. والواضح انه لا وجود لأي تنسيق بين الجهات المعنية وهي وزارة الري المسئولة عن أعمال الري وتدفق المياه في النهر ووزارة النقل المسئولة عن أعمال التكريك والتطهير للمجاري الملاحية ومن بينها بالطبع نهر النيل.. ويمثلها في ذلك هيئة النقل النهري.. ووزارة السياحة المسئولة عن الرقابة علي الفنادق العائمة والمعروف فيها متابعة أحوال النهر وتخطر أصحاب الفنادق بأخبار المجري الملاحي حتي يعرفوا كافة الأحوال.. ثم المحافظات التي تسير في نطاقها هذه الفنادق.. وغيرها من الجهات المعنية.. لابد من وضع قواعد للانضباط ولابد من التعاون حتي لا تستمر الجزر المنعزلة.
الأمر المؤسف.. ان الشماندورات التي كانت موجودة في المجري الملاحي.. تبين انها اختفت بعد 25 يناير 2011 ويقال انها سرقت.. ولم يتم شراء غيرها.. هذا ما قيل!
رحلة العائلة مرة أخري
لم أكن أرغب في ان اتناول هذا الموضوع الخاص برحلة العائلة المقدسة.. مرة أخري فقد كتبت فيه مرارا وتكرارا بل ونشرت ايضا صفحة كاملة مزودة بالخرائط شرحت فيها كافة المناطق التي سارت فيها العائلة.. وقد تناول هذا الموضوع منذ أكثر من 35 عاما المرحوم سلامة الشاعر رئيس شركة سياحية وأعد أول برنامج سياحي عن هذه الرحلة وتضمن البرنامج كل مناطق الزيارة.. ولكن هذا البرنامج لم يلق أي اقبال من السياح.. وفي رأيي انه سبب فشل البرنامج هو ان العائلة المقدسة حضرت إلي مصر قبل ظهور الديانة المسيحية وبالتالي لم يكن هناك دور عبادة أو كنائس وأديرة ولهذا كانت المناطق التي سارت فيها العائلة خالية من أي مظهر من المظاهر التي تدل علي القيام بهذه الرحلة رغم ان الوثائق أكدت هذه الزيارة وأكدت ايضا المناطق التي مروا بها ولهذا اتعجب عندما تطلق وزارة السياحة علي رحلة العائلة المقدسة انها زيارات لمناطق الكنائس.. صحيح من الطبيعي زيارة هذه الكنائس رغم انها لم تكن قائمة عند قدوم العائلة ولكنها انتشرت مع انتشار الدين المسيحي.
ولهذا طالبت بأن يكون البرنامج السياحي معبرا عن الواقع الذي شهد هذه الرحلة وهذا لا يتأتي إلا باعداد هذه المناطق لتكون مقاصد سياحية بها كل مقومات السياحة من حيث الاقامة والتمتع بمناظر ممكن صنعها من خلال مخيلة الفنانين ومن الوثائق التي تشير إلي هذا الموضوع.
وعلي ذلك فإن تفكير وزارة السياحة لابد وان يقوم علي الواقع القديم والذي يمكن الاستعانة بما هو ثابت في الكنيسة القبطية لكي يستعيد به الفنانون.. المطلوب ان تعد البرامج السياحية بعد دراسة وافية ووثائقية والمدهش ان هناك مؤسسة تدعي المؤسسة القومية للحوار أعلنت انها ستقيم مؤتمرا دوليا حول رحلة العائلة المقدسة ويقام يوم 10 يناير المقبل وقد دعي إليه عدد من الخبراء والأساتذة من داخل مصر وخارجها وبصراحة لا أدري أي سبب يدعو لهذا المؤتمر فالرحلة مثبتة في عدد من الكتب ومن الوثائق.. فكل المطلوب هو اعداد البرنامج السياحي الجيد.
وربما كان لهذا المؤتمر فائدة إذا كانت المناقشات تتضمن كيفية اعداد مقاصد سياحية متكاملة لتقوم علي وقائع الرحلة ليتم التنفيذ عام 2018 وبالمناسبة فإن التاريخ يذكر ان الرحلة وصلت إلي مصر في يوم 15 يناير ولم يكن العام الميلادي قد ظهر بعد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف