المساء
جلاء جاب اللة
أمنيات عام جديد
48 ساعة ويبدأ عام جديد.. كل عام وأنتم بخير.
هل سألت نفسك: ماذا أنت فاعل في العام الجديد؟
هل فكرت ولو للحظات كيف نستقبل عامنا القادم؟
لا أقول جديداً إذا قلت أن كل يوم جديد في حياتك هو بداية عام جديد أو نهاية عام مضي ولكن الأعوام تبدأ حسابها طبقا للتقويم المعتمد سواء كان ميلادياً أو هجرياً.. لذلك فإن العالم كله ينتظر بداية عام ونهاية عام للمحاسبة والمكاشفة عما مضي والاستعداد والتخطيط لما هو قادم.. لكننا عادة لا نفكر فيما هو قادم ولا نستعد إلا في اللحظات الأخيرة.
في جلسة مع بعض الأصدقاء سألت سؤالاً وطلبت أن يجيب كل منا عنه بطريقته وكان السؤال بسيطاً جداً وهو: ما هي أمنياتك في العام الجديد وكيف يمكن أن تحققها؟
الطريف أن معظم الأصدقاء أجابوا عن الشق الأول وتجاهلوا تماما الشق الثاني في السؤال.. تحدث كل منهم عن أمنياته لكنه لم يحدد خطته لتحقيقها حتي من أهتم بالاجابة عن الشق الثاني قال: أدعو الله أن يحقق لنا تلك الامكانيات.
والدعاء مهم جداً ولا يستطيع أحد أن ينكر فضل الدعاء ولكن لو أن الدعاء وحده يكفي.. ما حارب رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وما عمل وما اجتهد اجتهاداً كبيراً واكتفي بالدعاء وهو حبيب الله ورسوله وصفيه والله مستجيب لدعائه.. فلماذا لم يكتف رسولنا الكريم بالدعاء؟ في غزوة بدر مثلاً وقف يدعو الله ويكرر الدعاء لكنه كان يحارب ويقاتل ويشد من أزر أصحابه وقدم عمه الحمزة وابن عمه علي بن أبي طالب للمبارزة قبل غيرهما من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين..!
نعود لجلسة الأصدقاء وحديث الأمنيات.. كانت أهم أمنية عامة نتفق عليها جميعا هي هزيمة الإرهاب وعودة الأمان التام لمصر وأن يكون هذا العام هو عام النهاية لداعش وإخواتها.
اتفقنا علي أن أعداء مصر يستعدون لدعم داعش في الجنوب والغرب والشرق وأن المعركة الحاسمة قادمة لكن الأهم أن يكون هناك وعي عام لدي الناس بأهمية وخطورة المعركة الحاسمة هذا العام.. فما يحدث من ارهاصات هنا وهناك سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا أو السودان.. بل وفي أثيوبيا وغزة يدعونا للتوقف كثيراً والتفكير والاجابة علي سؤال محير ماذا يخططون لنا؟ وأين سيذهب الدواعش الذين ستنتهي مهمتهم أو انتهت في سوريا والعراق مؤقتا؟ وكيف يمكن أن نواجه هؤلاء علي حدود طويلة جداً شرقاً وغرباً وجنوباً.. بل وشمالاً.. ومؤامرات تحاك.. وأعداء حددوا هدفهم نحو مصر.. وهو ما يعني أن الاصطفاف بالضرورة هو الحل مع الوعي الكامل والفهم الصادق لما يحدث حولنا.
الأمر الثاني في الاهتمام العام كان الانتخابات الرئاسية ولم يكن أمر الفوز المنطقي والطبيعي للرئيس عبدالفتاح السيسي- برغم أنه لم يعلن رسميا حتي الآن ترشحه- لم يكن هذا الأمر هو القضية بل القضية هي كيف نخرج من الانتخابات أكثر قوة وتأكيدا علي الممارسة الديمقراطية وبشكل حضاري محترم يكون بداية جادة لبناء ديمقراطي كامل في المرحلة المقبلة.
هناك اجماع تام لدي الأغلبية العظمي من الشعب علي ضرورة استمرار الرئيس السيسي برغم المتاعب والمصاعب التي باتت تواجه كثيراً من الناس بسبب الأسعار والغلاء وقلة الدخل.. لكن الجميع يثق أن القادم سيكون أفضل بكثير.. الأهم أن تبدأ قطرات الندي في السقوط علي الناس لتنبت بها بذور عودة الطبقة الوسطي في مصر لأنها الحماية الحقيقية لقوة الدولة ولأنها أمان النظام العام للدولة.. هناك ثقة كاملة في السيسي وأمل في أن يكون العام الجديد هو عام الحصاد وبدء تحقيق النتائج للمشروعات الكبري والخطوات العملاقة التي خطوناها خاصة أن المؤشرات تؤكد ذلك سواء في حزمة القوانين التي أقرت مؤخراً أو يتم الاستعداد لإقرارها في المرحلة المقبلة أو من خلال نتائج المشروعات الكبري خاصة التي تؤثر علي مستوي المعيشة واهتمامات الناس كالإسكان والطرق والطاقة.
أهم الأمنيات الخاصة كانت زيادة الدخل بعد أن انخفضت قيمة الجنيه الشرائية بشكل غير طبيعي لأنه انخفض شرائيا بضعف انخفاضه في السعر أمام الدولار مما تسبب في أزمات اجتماعية وعائلية واضحة.
زيادة الدخل يمكن أن تكون هي الأقرب للتحقيق في قرارات رئاسية مع بداية العام الجديد ان شاء الله ولكن يحتاج ذلك أيضا إلي ضبط الأسعار ومواجهة من يستغلون أي رفع للمرتبات لمضاعفة رفع أسعار السلع والخدمات.
الأمنية الثانية وان تبدو أمنية عامة إلا أنها كانت أمنية خاصة لدي الكثيرين وهي عودة الوعي والضمير للانسان المصري.. اعتبرها الأصدقاء أمنية خاصة لكل منهم بطريقته الخاصة حيث أشار البعض إلي التعليم وعودة الوعي والضمير للعملية التعليمية خاصة مع التطور والفكر الجديد نفس الحال مع العلاج والصحة خاصة مع بدء تطبيق التأمين الصحي.
الأمنية الثالثة الخاصة كانت تتعلق بالزواج سواء زواج الشاب نفسه أو زواج الابن والابنة حيث أشار الكثيرون إلي أن هناك مشكلة حقيقية تواجه زواج الشباب والشابات الآن سواء بسبب ارتفاع أسعار الشقق أو الأثاث وعدم تساهل الأسر برغم المصاعب الشديدة التي تواجه الأبناء.
أمنية اتفقنا عليها جميعا أيضا وهي عودة الانضباط للشارع المصري الذي أصبح يعاني من حالة فوضي غير عادية بسبب عدم التزام الناس بأية قواعد أو قوانين ففي الطرق مثلا المشاه هم السبب الأول للأزمات المرورية يليهم التوك توك الذي لم تتدخل الدولة لتنظيمه حتي الآن يليه وسائل النقل الجماعي سواء الخاص أو العام.. ثم عدم احترام القوانين من أصحاب السيارات سواء لاعتمادهم علي واسطة أو لأنه أمن العقوبة!!!
فوضي الشارع المصري انتقلت من الشارع أيضا إلي الأرصفة سواء المقاهي أو المحلات أو الباعة بل الأدهي بلطجة "السياس" حيث أصبحت كل منطقة علي الرصيف ملكاً لأحدهم يعمل فيه ما يشاء ببلطجة غير منطقية والأمر لا يحتاج إلا إلي تنظيم ومراقبة حتي لو اقتضي الأمر أن نقنن الوضع الحالي فلا يكون السايس بلطجياً لحسابه أو لحساب الغير بل يكون عاملاً لحساب الدولة..!!
عام 2018 سيكون ان شاء الله عام الخير والسعادة وبدء تحقيق الأمنيات لكل مصري خاصة مع الأمل الذي نعيشه الآن في بدء حصاد ما حققه الرئيس السيسي في السنوات الماضية.
ويبقي السؤال مع اقتراب العام الجديد: هل سألت نفسك ما هي أمنياتك؟ وكيف يمكن أن تحققها؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف