جلال دويدار
جرائم الإرهاب الأسود تؤكد الهدف مصر وليس مواطنيها
وهكذا يؤكد الإرهاب الاسود- الذي ابتلينا به مع ظهور جماعة الإرهاب الإخواني - ان لا فرق بين مسلم ومسيحي فيمن يتم استهدافه. هذا الواقع يتمثل في ان شهداء جريمة كنيسة مارمينا بحلوان التسعة ومصابيها الخمسة هم من المصريين المسيحيين والمسلمين. في هذا الشأن وكدليل علي هذه الحقيقة لابد ان نتذكر انه ومنذ أسابيع قليلة هجم هذا الارهاب الغادر علي مسجد الروضة في وسط سيناء ليستشهد ٣١٠ من المصلين المصريين المسلمين الي جانب عشرات المصابين.
إذن يمكن القول ان هدف هذه الجرائم الدموية القذرة لهذا الارهاب ليس هؤلاء المصريين الابرياء.. ولكن ما يسعي اليه هو النيل بالترويج وسفك الدماء من مصر.. جريا وراء وهم امكانية اسقاطها. انهم يعلمون وفي ظل استسلامهم لحقدهم وجهلهم وعمالتهم ان شعب مصر نسيج واحد عاش ابناؤه مسلمين ومسيحيين عشرات القرون في اخوة وألفة. هذه اللحمة الوطنية كانت وستظل سندا لوطنهم.
إن جرائم هؤلاء المجرمين المأجورين وخستهم تشهد بأن لا مبدأ لهم وان لا انتماء ولا ولاء لديهم لوطن. انهم يعتقدون أنه بجرائمهم- وتحت وطأة الجهل والحقد والاسترزاق-يمكن إثناء الشعب المصري عن التصدي لهم والقضاء عليهم.
ان ما يجب ان يقال لمن يقفون وراء هذه العناصر الاجرامية بالتمويل والتدمير ان المسيرة سوف تتواصل. عليهم ان يعلموا ويدركوا ان مصر التاريخ والتراث والتحدي ستكون مقبرة لهم ولافكارهم وأوهامهم. إن ما حدث واثار حزن وأشجان واستهجان المصريين الحريصين علي أمن واستقرار وطنهم.. لن يزيدهم سوي اصرار وتصميم علي مواصلة مسيرتهم لتحقيق رفعة مصر ونهضتها وعزتها.
لا جدال ان ما شفي غليل المصريين وخفف من مشاعرهم الغاضبة.. ما كشفت عنه الاحداث بان قوة تأمين الكنيسة تصدت للهجوم الإرهابي وتمكنت بتنظيمها وجاهزيتها من إصابة المهاجم والقبض عليه بمساعدة المواطنين.. بهذا التعامل البطولي تم منعه من اقتحام الكنيسة وقتل وتفجير من بداخلها. ما تحقق من نجاح أمني يتيح الفرصة امام التحريات والتحقيقات للتوصل الي باقي اعضاء هذه العصابة ومن كانوا وراءهم.. إتمام هذه المهمة بفاعلية يسمح بإلقاء القبض عليهم لينالوا جزاءكم علي ما يديرون ويرتكبون من جرائم..
ان هؤلاء الرجال يستحقون التحية والتقدير علي هذا الانجاز. بهذه المناسبة فإنه ورغم ما أحاط بنا من آلام فإن مصر تقدر لهؤلاء الابطال تضحياتهم وجسارتهم وشجاعتهم. في نفس الوقت فانها لن تنسي الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجلها. إنهم سيبقون موضع فخرها وجزءا اساسيا من ذاكرتها التاريخية.
أخيرا اقول ان هذه العصابة من الخونة والعملاء المأجورين لا هدف لما يقومون به سوي خدمة مصالح لقوي أجنبية تخطط وتدبر للسيطرة والهيمنة علي كل المنطقة العربية. انهم يؤمنون بان لا سبيل لهم لتنفيذ مخططهم سوي باسقاط مصر. انهم يعتبرونها سدا منيعا امامهم لتحقيق اهدافهم. التطورات تشير الي تناسيهم ان المحروسة. ظلت وعلي مدي التاريخ ومهما ألم بها من كوارث قادرة علي تخطيها والتصدي لاعدائها وللمؤامرات. إنها تعتمد دوما علي عزيمتها وإرادتها بمباركة ورعاية المولي عز وجل.