محمد صلاح
قلم رصاص - هذا البطل .. من مصر!
«ما يهمنيش اسمك.. ما يهمنيش صورتك.. ما يهمنيش دينك.. ولا العنوان».. يهمنى فقط انك مصرى، يهمنى فقط ان رسالتك وصلت إلى العالم، «ان مصر على قلب رجل واحد ضد الإرهاب»، ان شجاعة المواطن المصرى، فى «شارعه»، فى «عمله»، فى «حقله»، هى كشجاعة أى جندى فى ميدان الحرب، يزود عن مصريته بدمه، ويستطيع أن يقلب الطاولة على أى مخططات تستهدف استقرار وطنه، الكل يدافع عن وطنه، ضد عدو غاشم، تستغله خفافيش ظلام تعمل بكل قوة لجلب الفتنة بين الشعب المصرى، وفى كل مرة تسقط مخططاتهم أمام عظمة مصر، ورجال مصر!
نعم ما حدث فى حلوان، وأمام كنيسة مارى مينا، هى رسالة تحدى من شعب مصر، رسالة لو كلفنا أجهزة الإعلام الدولية فى العالم لصناعة محتواها، ما نجحت فى ايصالها، بكل هذه الجسارة، والقوة، والعزة، الممزوجة بشهامة شعب، لا تفرق بين مسلم، ومسيحى، فوقت الشدة يحمى المسيحى المسجد، ويفدى المسلم الكنيسة، دون طلب، أو عقد عمل، أو انتظارًا لحياة، أو شهادة تكريم، فالهدف مصر، والفداء مصر، والتضحية بالروح من أجل مصر.
كنت لا أعرف اسمه، ولم أهتم أن أعرف، فهو فى النهاية مصرى، عندما حانت له الفرصة للتضحية من أجل وطنه،لم يفكر لحظة وانقض على إرهابى مسلح بسلاح ألى وقنابل، ولم يشغله إن كان جسد الإرهابى ملغمًا بحزام ناسف أم لا، فينشطر جسده، من أجل حماية إخوانه ووطنه،ما كل هذا الحب؟ ما كل هذا العشق لتراب وسلامة هذا الوطن، وهل كان الرئيس واثقًا إلى هذا الحد، عندما أعلنها فى قناة السويس الاسبوع الماضى أمام العالم، إننا لا نخشى أحدًا، وعندما قال : «والله لن يقدر أحد أن يمس مصر، أو تراب مصر، طالما ان المصريين كتلة واحدة ويد واحدة»، بالفعل كانت الترجمة فورية، وكان الرد قويآ، بشهامة المصريين، متمثلة فى ابن من أبناء حلوان.
إن شهامة «صلاح الموجى» لا تقل شيئًا عن شهامة وتضحية أى مقاتل فى جبهات جربنا ضد الإرهاب، وكان يجب تكريمه مع رجال الشرطة الذين كرمهم وزير الداخلية فى نفس يوم الحادث، صلاح الموجى ابن حلوان، لا يقل فى تضحيته عن الشهيد العقيد أحمد المنسى، والشهيد المجند أبانوب جرجس، فكلهم مصريون تربوا على التضحية من أجل الحفاظ على تراب هذا الوطن، ان «ابن حلوان» المصرى الشهم هو من حمل الرسالة للعالم «بأن مصر كتلة واحدة ضد الإرهاب».. كرموا «صلاح الموجى»، فهذا البطل من مصر!!؟