الجمهورية
يحيي علي
الغطرسة الأمريكية فوق القوانين الدولية
الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لم تعد تلعب من وراء الستار.. مثلما كان يحدث في عهود سابقة.. تملأ الدنيا صياحاً وضجيجاً عن الحرية والديمقراطية وهي تمارس أبشع انواع الديكتاتورية.. وأقرب هذه الممارسات العنصرية التي تنم عن غطرسة فوق كل القوانين الإنسانية والدولية.. قرار ترامب المخالف لكل القوانين الدولية باعتبار القدس عاصمة لدولة احتلال.. وعندما حاول أصحاب الحق اللجوء لمنظمات دولية لإدانة القرار وقف الفيتو الامريكي مناصراً للباطل ومتحدياً الحق والقانون.. ولم يكتف ترامب أو بلفور 2017 بذلك بل هدد علانية وبكل صراحة كل الدول التي تعارض القرار الجائر باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل المحتلة ومنع المساعدات الأمريكية عن الدول التي تصوت ضد القرار الامريكي في كل المحافل الدولية بأسلوب رخيص لا يتناسب علي الاطلاق مع كيانات كبيرة ودول لها وزنها الافضل والاشرف لها أن تجوع وتعري ولا تمد يدها لغطرسة أمريكية وعنصرية فوق كل القوانين الإنسانية والدولية.. حتي بعد الجلسة التاريخية للأمم المتحدة ورفض قرار ترامب.. مازال الامريكان يراوغون ويلوون الحقائق.
* * * *
خروج القرار الأمريكي في هذا التوقيت بالذات يهدف بالدرجة الأولي إلي إشاعة الفوضي وإثارة الثورات وتأليب الشعوب لإعادة سيناريو 25 يناير إلي المناطق الهادئة بالشرق الأوسط أو التي تجاوزت حالة الفوضي إلي شيء من الاستقرار وعودة الحياة إلي طبيعتها.. فالقرار موضوع في الأدراج منذ سنوات ومعروف جيداً لأي رئيس امريكي أنه سوف يؤدي إلي المزيد من التوترات وعدم الاستقرار بالمنطقة قبل أن يكون قراراً جائراً وضد كل المواثيق الدولية والإنسانية.. وإقدام ترامب علي هذه الخطوة ليس تنفيذاً لوعود انتخابية لدي اللوبي اليهودي الامريكي ولكن لتنفيذ سيناريو الفوضي بالمنطقة.
* * * *
الاصابع الأمريكية صارت تلعب علناً في إشعال الأزمات وخلق التوترات في معظم المناطق الملتهبة في العالم.. خرج المسئولون الامريكيون يؤكدون أن الصواريخ التي تنطلق من ميليشيات الحوثيين نحو الأراضي السعودية مصدرها إيران.. أمريكا هي التي تصنع الميليشيات وتدرب وتمول وتسلح ثم تعلن عن الملأ أنها ضد الإرهاب.. أمريكا هي التي صنعت القاعدة ودربت ومولت وسلحت لضرب وتفتيت الاتحاد السوفيتي.. وبعد انتهاء المهمة وإسقاط دول روسيا وتفككها.. تخلت عن القاعدة وصارت عدوها اللدود.. ونفس السيناريو يحدث مع داعش التي أطلق عليها الممولون والمدربون تنظيم الدولة الإسلامية لإيهام العالم بذلك وخرجت التقارير والدراسات الأوروبية والأمريكية تقول إن 90% من سلاح داعش أوروبي وأمريكي.. ثم تزعم أمريكا أنها تحارب داعش.. وهي التي تمول وتدرب لإسقاط دول المنطقة.
* * * *
الأصابع الأمريكية تشعل النار في الأزمة الكورية.. وتخطط جيداً لاشعال حرب شيعية - سنية بالمنطقة بين إيران وحلفائها.. ومحور التحالف العربي في الحرب اليمنية انطلاقا من الأراضي اليمنية.. والمتابع للأزمة الإيرانية - الامريكية - الإسرائيلية قبل سنوات وتصاعد التوتر الإيراني - الإسرائيلي إلي حد تأهب الطيران الإسرائيلي لنسف المحطات الإيرانية النووية بالتنسيق والضوء الأخضر من الامريكان.. تم تأجيل الضربة.. وحدوث التحول الكبير في الموقف الأمريكي نحو إيران وتوقيع الاتفاق النووي الشهير بين واشنطن وطهران حيث صار عدو الأمس الإيراني.. صديق اليوم لدي الإدارة الأمريكية.. وتوقف تماماً الحديث عن إيران وبرنامجها النووي من الجانب الإسرائيلي.. طالما هناك مخطط أمريكي لتوريط إيران في حرب بالمنطقة سوف تقضي عليها أو تستنزف قوتها واقتصادها بعيداً عن إسرائيل.. التي تجلس في مقاعد المتفرجين تشاهد ما يجري لصالحها في كل أزمات المنطقة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف