ماهر عباس
انتصار سوريا .. و"بيت السر الأبيض "
المشهد السوري يؤكد بعد 7 سنوات أن الدولة عبرت الغام المؤامرات التركية - الغربية والقطرية. ولم تفلح اموال الغاز والنفط والمنصات الاعلامية في سقوط أو تفكيك سورية. فقدكان تدمير الدولة بالحرب فيها وعليها هدفا رئيسيا بتدخل من "الخارج" وباستخدام المعارضة الذي ثبت انها "هشة" ليس لها رصيد علي الارض.
فشلت فكرة الغرب الخطيرة من نقل حراك الثقل العربي من العواصم التاريخية القاهرة دمشق ومعهما بغداد والرياض. إلي عواصم اخري كالدوحة التي تبحث عن دور بالنفط والغاز والعلاقات مع اسرائيل. التي يشهد عليها لقاءات شواطيء يافا وحيفا. التي اسهمت في تغييب القضية الفلسطينية التي كانت بمثابة "القداسة".
وفقدت جامعة الدول العربية "العجوز" القدرة علي ان تكون مظلة توافقية في ظل وضع عربي متوتر من يمن" سبأ" الي بغداد الرشيد ودمشق الاموية وطرابلس الغرب المرتبك. وسط اختلال الموازين وانعدام المعايير لدي البعض حاول "الأصغر" الذي باصبح النفط والغاز غنيا يقول "الدول بادوارها لا بأحجامها "وهو ما فشلت فيه قطر . وثبت ان" الصغير" لايمكن ان يكون "مرجعا" لأمة تعرف تاريخهاپوأن بوابتها الشامخة في القاهرة.
في الجامعة "العجوز" ولدت المؤامرة و سلمت ليبيا علي سلم "الاليزيه" لساركوزي بيد أمينها العام. ومع سوريا. تجرأت قطر "الصغري " بطردها پمن الجامعة .وتندر الشارع العربي و"الظرفاء" عندما كانوا يقولون "شيراتون الدوحة. والدوحة شيراتون" دعمت قطر جماعة الاخوان الإرهابية ضد مصر وداعش. والنصرة واحرار الشام ضد سوريا.
ولايغيب عنا المشهد اليمني الذي تكمن اسبابه في بيت "السر الابيض" بواشنطون. والتي اشغلت العرب بحروب تجعل اسرائيل تمضي قدما لاختراق حواجز الصد.
الحقيقة كثيرون تورطوا في حرب مفتوحة علي سوريا وفي قراءة موضوعية لا "مزاجية" تعرض الرئيس بشار الاسد لواحدة من اقسي المؤمرات في التاريخ الحديث وصمدت سوريا. امام مؤامرة دولية حيكت بمساندة منصات اعلامية تعمل بـ "فبركة". والصراع علي سوريا كان مشروعا تقسيميا تم دراسته في بيت السر الابيض " يقفز علي حقائق التاريخ پوتدمير الحضارات كما حدث في تدمر.
وعلي مدي سنوات الازمة وصمود دمشق فشلت المعارضة في بناء اساس لها بالداخل والشارع السوري "فهم" المؤامرة ولم يعلق آمالا معينة مع انتخاب وها هو ينقل سفارة بلادة الي القدس. وصدقت رؤية الاسد ان ترامب لن ينجح امام القوة المهيمنة علي الادارة الامريكية.
في المقابل نظرالشارع العربي إلي التفاهم الروسي - السوري بالاحترام والتقدير اعاد الينا تفاهم الستينيات في مصر فقد كان جديا في مواجهة ارهاب داعش وما حولها من آفخاذ "القاعدة".
ويحضرني حدث عسكري وسط الأزمة وهو انضمام الحاملة "مونا نسك"الي البحر المتوسط في رسالة تؤكد نجاح التفاهم ورؤية بوتين ـ بشار تطابقت من اجل حماية سوريا.
وكانت زيارة بوتين لقاعدة "احميميم" في نفس يوم زيارته لمصر تأكيداً علي أن بوتين أراد قبل أن يصل القاهرة ويلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد علي حقيقة الانتصار علي داعش وان الجيش العربي السوري قادر علي حماية الدولة.. ومع العام الميلادي الجديد سيعود الاستقرار الي سوريا ولن ننسي ما تلوثت به يدالإرهاب في الرقة وحماة وحلب وادلب ودير الزور وريف دمشق وغيرها.
إن انتصار سورية دعم للأمن القومي العربي. وفشل معارضة الفنادق ورهان الحل العسكري. ونجح الشعب السوري في الحفاط علي الدولة ضد مشروعات التقسيم.