الأهرام
سكينة فؤاد
شخصية 2017... وأبطال بورسعيد
أعياد ميلاد مجيدة وعام خير بمشيئة الله من يحفظون الوطن فى عيونهم وقلوبهم، ودعوات أن يحفظه الله من مخططات الغدر والكراهية وإهدار الدم التى يواصل تحديها المصريون مسلمون ومسيحيون المسكونون بعشق الأرض والحياة، وأثق أن الكنائس والمساجد والشوارع والحدائق ستمتليء كما اعتدنا بالمصلين والمحتفلين رغم الارهاب والترويع والشياطين والخفافيش المتربصة فى الظلام.. وفى الخلايا النائمة والمزروعة فى مؤسسات الدولة.. يعتصم المصريون بقوة ايمانهم بالله وببلدهم .. يودعون مواكب شهدائهم مدنيين عسكريين إلى الجنة بالزغاريد التى لايدرك معناها أعداؤهم وأعداء الحياة الذين يزداد سعارهم بصلابة وإرادة المصريين التى لاتهزم أو يعصف بها ما لم يتوقف من مخططات غدر وإهدار للدم وما يتوقع المصريون أن يستمر حجم الشر والغدر الذى تكشف عنه جرائمهم ومخططاتهم الدولية والاقليمية والداخلية وأحدثها استخدام الإخوان لأذرعهم فى السودان وتركيا وقطر لتهديد أمن مصر القومى فى جنوبها والسماح لتركيا بالعبث فى أمن البحر الأحمر.. محاولين مضاعفة حلقات الحصار والضغوط التى لم يتوقفوا عن إثارتها منذ خرج ملايين المصريين وأسقطوا حكم الجماعة واستردوا ثورتهم فى 30/6 و 3/7 وأيضا لمضاعفة أزمات ومشاكل داخلية موروثة من عشرات السنين وأزمات محدثة نتيجة لأداء تنفيذى بالغ السوء والاضطراب!

المدهش أنه وعلى قدر ما بلغت الضغوط وحلقات ومخططات الغدر والكراهية وعنف وتوحش الارهاب فمازال أكثر المصريين خاصة العمود الفقرى والأرصدة الشعبية الحقيقية يتماسكون ويستطيعون بحبهم لبلدهم وخوفهم عليها ويتعالون على آلام وأوجاع نبهت وحذرت فى أكثر من مقال أنها تفوق القدرة البشرية.. وأنهم فى النهاية بشر!!

ومع ميلاد عام جديد وحدث أهم تساؤل يفرض نفسه على ويلخص ماتناولته فى مقالات طوال العام.. هل من العدالة ان يتواصل اختبار صلابتهم واحتمالهم أكثر.. وعدم تقدم ما يخفف عنهم ويعالج سياسات وقرارات وإجراءات لم تعرف وربما لم تبال بالتعامل مع هذا الألم.. ومع أوجاع وآلام يخطيء من لايقرأها جيدا ويسارع بالبحث عن معالجات لها.

نعم.. المصريون المسكونون بالايمان والوطنية والصلابة والصبر والقدرة على الاحتمال يدركون حجم الاخطار والتهديدات الخارجية والداخلية التى تترصد بلدهم.. ولكن أشواقهم لالتقاط أنفاسهم وللتخفيف وللعدالة التى حرموا منها عبر جميع حلقات تاريخهم ولتوزيع عادل ما يبشرون به من بدايات جنى ثمار التنمية والمشروعات القومية التى تحدث فى بلدهم فقد اعتادوا أن تذهب دائما للفئات الأقوى والأقدر!! وأن يجدوا مصارحات وشفافية وإجابات تكافيء صمودهم البطولى وتقدم اجابات لعلامات استفهام كثيرة بين ما يعيشون ومعطيات الواقع وضغوطه وتحدياته لصبرهم وقدرات احتمالهم كارتفاع نسب البطالة رغم ما يقال عما لايعد ولايحُصى من فرص العمل الجديدة وعجز أنظمة الرعاية الاجتماعية عن مواجهات أفضل لحجم الفقر والعوز والأوضاع بالغة التدهور للقرى الأكثر فقرا والتناقص بين ما يسمعون ولايعرفون حقيقته عن المليارات التى نهبت وعجز اللجان التى تكلفت عشرات الملايين عن استردادها واضطرارهم إلى القروض والمعونات وتفضل أشقاء عرب بتبنى مشروعات إنقاذ مثل مؤسسة الشيخ محد بن راشد آل مكتوم التى تعمل فى مجموعة من قرى الصعيد وتحلية المياه هناك.. ولماذا يستمر الشباب غير المدان جنائيا فى السجون والارتفاعات المستمرة فى أسعار الحياة والغذاء رغم ارتفاع معدل النمو لأول مرة منذ خمس سنوات وانخفاض التضخم وتضاعف أسعار الدواء ثلاث أو أربع مرات واعتراف وزير الصحة بلا خجل بأن ارباح شركات الدواء 2000% وفضائح الاتجار بالمرضى فى مراكز ومستشفيات مخالفة وفاسدة.. ويشاهدون كل يوم استرداد نذر يسير من مليارات أخرى نهبها الفساد والفسدة ورغم الحرب التى تخوضها بلادهم ضد الفساد فشبكاته خاصة فى مؤسسات الدولة أكبر من كل تصور!

فى عام جديد.. هل يجد المصريون المسكونون بفرحة الحياة والاحتفاء بها وبعشق وطنهم بشائر أمل فى معالجات جادة وقرارات ومواجهات حاسمة وإجابات شافية لقلقهم وتساؤلاتهم.. وألا يستحق الملايين من المصريين من أبطال الصمود البطولى واحتمال ما مرت به بلادهم من ظروف قاسية واختبارات أن يكونوا فى الاستفتاءات التى تتم بمناسبة نهاية عام وبداية عام جديد ان يكونوا هم شخصية 2017 إلى جانب الشهداء القدامى والمحدثين والأبطال المرابطين لحماية ثغور وحدود وكل شبر على أرض بلادهم.

فى تحقيق صحفى يتناول ما أصاب المصريين من تراجعات وعوارض مرضية نفسية واجتماعية وأخلاقية أسفت أن أجد أستاذة علم اجتماع على ما أظن تقول إن المصريين يحتاجون إلى «الكرباج»!

يا أستاذة المصريون يحتاجون إلى الثقة والإحساس العميق بالمشاركة الحقيقية فى جميع أمور بلادهم.. يحتاجون إلى مانادوا عليه وأفتقدوه منذ فجر تاريخهم.. إقامة العدل.. وتطبيق حازم وجاد وعاجل للقانون وبلا تمييز وعلى الكبار قبل الصغار.

> الرئيس فى بورسعيد:

فى مقال الاسبوع الماضى كتبت عما تنتظره المدينة من احتفالات تليق بالانتصار الذى حققه ابناؤها فى 23 ديسمبر 1956 ويقدر خطورة وأهمية ما تعنيه المعركة والنصر فى تاريخ مصر وتوقع أبناء المدينة أن يحتفل الرئيس معهم كما حرص دائما الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات خاصة، أنه فى 23 ديسمبر الحالى شهد الرئيس فى الاسماعيلية افتتاح مجموعة من أهم المشروعات القومية التى تشهدها منطقة القناة وتربط سيناء بوطنها وتؤسس لمستقبل زاهر للمنطقة كلها.. عرفت أن المدينة تمر بحالة غضب ترتبط بتغييرات مؤسفة فى معالمها ويرون أنها تصل إلى تشويه لأدوارها التاريخية وإساءة لرموزها وأبطالها وواحد منها ماحدث فى حديقة الشهداء وميدان المسلة الذى شهد الاحتفالات الكبرى بأعياد النصر عبر سنوات طويلة وهو ما اضطر بعض أبناء بورسعيد إلى اللجوء للقضاء لإيقاف التغيير والتشويه باسم التطوير ويفرض وضع معايير ومقاييس تلزم باحترام الرموز والمعالم التاريخية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف