أظننا ندرك جيدا أننا محاطون بمخاطر داخلية وخارجية تستوجب اليقظة والتماسك والصبر ولا تحتمل كثرة الجدل وطرح لغط حول أمور تساعد فى إحداث شقاق وتسعى لإلهائنا عما هو خطير. تتحرك مصر على مسارات مختلفة متزامنة تهدف للتحديث والتنمية، وتخوض فى الوقت ذاته حربا شرسة ضد الإرهاب. ولايروق ذلك الأمر للبعض، ويرون فيما تنجزه مصر من فوائد بمثابة مصائب لهم تحبط مخططاتهم الشيطانية، فيتحركون بإيقاع محموم ضدنا. ومهما تحسبنا للأذى إلا أنه ما من دولة فى العالم بوسعها توفير أمن تام، وسيجد الإرهاب دائما منفذا. لكن رفع جاهزيتنا يقلل فرصه ويحد من أضراره إلى أن يستأصل بالكامل.

رأينا ذلك فى هجوم سان بطرسبرج بروسيا وفى الحادث الموجع بكنيسة مارمينا بحلوان. فقد أبلغت واشنطن موسكو معلومات ساعدتها فى الكشف عن خلية إرهابية وإحباط مخططها لشن هجوم فى سان بطرسبرج فى موسم الأعياد. واتخذت روسيا تدابير احترازية لكنها لم تمنع وقوع تفجير إرهابى بأحد المراكز التجارية بالمدينة. وفى حادث حلوان منع تأمين الكنيسة ويقظة الحراسة والمواطنين دون تمكن الإرهابيين من تفجير المكان وإيقاع عدد أكبر من الضحايا. وشهد اليوم نفسه حادث تفجير مدرعة بالعريش واستشهاد 6 مما يؤكد أن الإرهاب يستهدف مصر بوجه عام. توقيت الحادث لا يستهدف فقط إفساد فرحة أعياد المصريين،إنما جاء فى وقت حاول فيه الكونجرس الأمريكى دس أنفه مجددا فى شئوننا الداخلية من خلال مذكرة تقدم بها 6 أعضاء لدعم أقباط مصر يطالب بربط المعونة بإنهاء تهميش الأقباط بالمجتمع وحمايتهم. حلول سنة الانتخابات الرئاسية، وتحرك مصر لمواجهة تحديات داخلية وخارجية يثير حفيظة الكارهين ويدفعهم لمحاولة الانقضاض لكننا نحذرهم: لحمنا مر!