الأهرام
مرسى عطا الله
ملاحظات وتحديات بين عامين!
ونحن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬وعلي‭ ‬مشارف‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إبداء‭ ‬بعض‭ ‬الملاحظات‭ ‬حول‭ ‬مجمل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬استنزفت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬جهدنا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬ولدينا‭ ‬عظيم‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة‭ ‬إغلاق‭ ‬معظم‭ ‬الملفات‭ ‬العالقة،‭ ‬وأهمها‭ ‬ملف‭ ‬القضاء‭ ‬علي‭ ‬الإرهاب‭ ‬والفكر‭ ‬المتطرف‭.‬

أريد‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ــ ‬بداية‭ ــ ‬إنه‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬الآن‭ ‬قضية‭ ‬أحق‭ ‬بالاهتمام‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬القضاء‭ ‬المبرم‭ ‬علي‭ ‬الإرهاب‭ ‬وليست‭ ‬هناك‭ ‬قضية‭ ‬أجدر‭ ‬بالرعاية‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬قرارات‭ ‬اقتصادية‭ ‬صعبة‭ ‬وقاسية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬اتخاذها‭.‬

لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نستطيع‭ ‬فيه‭ ‬حشد‭ ‬كل‭ ‬مواردنا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فتح‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬خطط‭ ‬اجتماعية‭ ‬طموحة‭ ‬لإشعار‭ ‬المواطن‭ ‬المصري‭ ‬بجدية‭ ‬الذهاب‭ ‬السريع‭ ‬العاجل‭ ‬إلي‭ ‬حد‭ ‬مقبول‭ ‬ومرضي‭ ‬من‭ ‬كفاية‭ ‬الإنتاج‭ ‬الذي‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬فواتير‭ ‬الاستيراد‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مستوي‭ ‬الدخول‭ ‬الضعيفة‭.‬

ولعلنا‭ ‬نتفق‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬العوامل‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬اتجاهات‭ ‬السلوك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأي‭ ‬شعب‭ ‬وكلما‭ ‬تحسنت‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كلما‭ ‬خفت‭ ‬حدة‭ ‬التناقضات‭ ‬الاجتماعية‭.‬

أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الحلم‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الجسر‭ ‬المتين‭ ‬بين‭ ‬الأجور‭ ‬والأسعار‭ ‬بمفهوم‭ ‬توفير‭ ‬القدرة‭ ‬للغالبية‭ ‬العظمي‭ ‬علي‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الضرورية‭ ‬من‭ ‬متطلبات‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬مخاطر‭ ‬الانسياق‭ ‬وراء‭ ‬دعوات‭ ‬غير‭ ‬مسئولة‭ ‬لزيادة‭ ‬الأجور‭ ‬لن‭ ‬يجيء‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬إلا‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬فالقيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للنقود‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تقابلها‭ ‬وفرة‭ ‬سلعية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقها‭ ‬إلا‭ ‬بزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭.‬

وأؤكد‭ ‬مجددا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحدثت‭ ‬عنه‭ ‬يتطلب‭ ‬أولا‭ ‬توفير‭ ‬الاستقرار‭ ‬واجتثاث‭ ‬ما‭ ‬تبقي‭ ‬من‭ ‬بؤر‭ ‬الإرهاب‭ ‬وسرعة‭ ‬العودة‭ ‬للظروف‭ ‬العادية‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬الحاجة‭ ‬للظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬حتي‭ ‬ترفرف‭ ‬كل‭ ‬رايات‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭.. ‬والأمن‭ ‬والأمان‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالي‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬.

خير‭ ‬الكلام‭:‬

<< ‬ليس‭ ‬الخطأ‭ ‬هو‭ ‬السقوط‭ ‬بل‭ ‬البقاء‭ ‬فيه‭!‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف