حسين الزناتى
وزارة للثقافة.. أم للإرهاب ؟!
من جديد أثبتت وزارة الثقافة أنها تسير على الطريق الخطأ وأنها لا تتحسس فى مسارها ما يحتاجه هذا البلد، بل وكأنها تسير فى كوكب آخر!!
فوزير الثقافة يعمل فى واد لانعرف له معالم ، ولانرى بحق فيه رؤية واضحة ولامشروعاً ثقافياً وطنياً حقيقياً نسير خلفه، ونضع أيدينا معه فيه رُبما يُحقق لنا شيئاً فيما نواجهه حالياً من قضايا كبرى، وفى مقدمته مكافحة هذا الإرهاب البغيض الذى نشهده يومياً على أرض المحروسة !
والسؤال .. ماذا فعلت وزارة الثقافة فى مكافحة الارهاب ومواجهته .. وأين الرؤية المطروحة أو حتى الأهداف قريبة أو بعيدة الأجل فى هذا المشروع لمواجهة أصحاب الأفكار الظلامية التى تخرج علينا من بيننا ، وتُكفرنا ، وتقتلنا مسلمين ومسيحيين عن قناعة بأن الكل أصبح كافراً ؟!
فى هذا السياق لم تفعل وزارة ثقافتنا شيئاً ،وهى الوزراة التى يتولاها وزيراً طالما تحدث فى السابق عن ضرورة مواجهة الارهاب والارهابيين بالفكر، أما مانراه الآن وبعد أن تولى هو تلك الوزارة فإن شيئاً من هذه المواجهة لانراها ولانسمع عنها شيئاً، بل ان وزير الثقافة نفسه ليس عضوا فى المجلس الذى تم تشكيله لمكافحة الإرهاب.
والأدهى أن الأمر قد وصل إلى أنه عندما طلب البرلمان عبر لجنة الثقافة والإعلام به ، ممثلين عن وزارة الثقافة للإجتماع، لمناقشة طلبات الإحاطة المُقدمة بشأن دور وزارة الثقافة فى مكافحة الإرهاب، لم يحضر ممثلى الوزارة التى تم الاتفاق على حضورهم ، وأرسلت آخرين لاعلاقة لهم بالموضوع، هذا بالطبع بعد تجاهل الوزير الحضوربنفسه لمناقشة هذا الموضوع الهام .
أما مافعلته الوزارة فهو تقديم مذكرة فى ردها على طلبات الإحاطة، وهى المذكرة التى وصفها جلال عوارة وكيل لجنة الثقافة والاعلام بمجلس النواب بأنها لا تصلح أبداً أن تكون رداً على برلمان مصر فى موضوع مهم، وأنها تُعد استخفافاً بمجلس النواب، وأضاف النائب الأديب الكبير يوسف القعيد، بأن ما يحدث استخفاف بمصر كلها ليس بالبرلمان فقط .
هكذا لم يحترم وزير الثقافة، ولاوزارته برلمان مصر ولانوابه، وقبلها تجاهل الحديث عن دور هو الأهم لوزارة ثقافة لبلد أكثر ماتعانيه الآن هو الإرهاب، مؤكداً من جديد على فشل ذريع فى القيام بهذا الدور.
والسؤال لماذا الإصرار على الإبقاء على وزير وأداء وزارى لايستطيع حتى القيام بأية خطوات فى مشروع هو الأهم والأكثر خطورة فى زماننا وهو هذا الارهاب الذى ينهش فى لحم الوطن كل يوم، بينما يتم دعم مشروعات ومؤسسات بميزانيات لاتحقق أهدافاً وطنية، بل لا تُحقق شيئا، سوى إرضاء البعض على حساب هذا الوطن !!
فى زماننا الذى تفشل فيه وزارة الثقافة فى القيام بأدنى دور لمواجهته.. هل هى وزارة للثقافة، أم للإرهاب ؟!