ما بين ليلة وضحاها، شهدت مصر ثلاث حوادث إرهابية فى سيناء وبنى سويف وحلوان. وقد حيرتنى هذه الحوادث، فماذا يريد الارهابيون من ورائها؟ لقد حاولت أن أقوم برحلة فى عقل ذلك الإرهابى الذى يقتل الامنين الذين يذهبون للصلاة، سواء كان ذلك فى المسجد، كما حدث فى الروضة، عندما أوقعوا أكبر عدد من الضحايا فى حادث إرهابى فى العالم، أو ذلك فى الكنائس، التى يصر الارهابيون على القيام بعملية آثمة ضدهم كل عيد للمسيحيين. أو حتى ذلك الذى يقتل جنديا أو شرطيا مكلفا بحماية البلد من الاخطار الخارجية أو الداخلية؟
إن لجوء شعب محتل الى العنف لتحرير وطنه شىء مقبول، ولكن ماذا يريد الارهابيون من مصر، مهما زادت عملياتهم؟ هل سنترك لهم مصر مثلا؟ وهل علم هؤلاء الارهابيون أنه حتى فى زمن الحرب، هناك أخلاقيات للإسلام؟ وأن رسولنا الكريم كان يوصى قادة الجند فيقول: «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُـمَثِّلوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، أَوِ امْرَأَةً، وَلا كَبِيرًا فَانِيًا، وَلا مُنْعَزِلاً بِصَوْمَعَةٍ. كما» كان يوصى عليه السلام بعدم الغدر حتى أنه تبرَّأ من الغادرين، ولو كانوا مسلمين، ولو كان المغدورُ به كافرًا؛ فقد قال النبي: «مَنْ أَمَّن رَجُلاً عَلَى دَمّهِ فَقَتَلَهُ، فَأنَا بَرِيءٌ مِنَ القَاتِل، وَإِنْ كَانَ المَقْتُولُ كَافِرًا». وإذا كانت هذه هى أخلاقيات الإسلام فى وقت الحرب، فما بالنا ونحن فى دار سلم، فهل يظن الإرهابى أنه بقتل الآمنين والمصلين سيذهب الى الجنة؟ وهل من ينتحر ليريق دماء الأبرياء يمكن أن يشم ريحها؟ هيهات.