جلال دويدار
ثورة غضب في إيران علي فساد حكم «الملالي» (١)
انفجار المظاهرات الواسعة في كل انحاء ايران يؤكد ان الشعب الإيراني غير راض عن سياسة نظام الملالي الحاكم. المتظاهرون يرفضون التدخلات في شئون دول الجوار وتمويل الاعمال العدائية لهز أمنها واستقرارها.. غضبهم يعود الي ان هذه الاموال الطائلة التي يتم انفاقها تكلف الموازنة اعباء ثقيلة. كل هذا ينعكس علي الحياة المعيشية للمواطن الايراني نتيجة استنفاد موارد بلاده وهو ما يؤدي الي زيادة الأسعار.
مع اتساع نطاق المظاهرات لتشمل كل انحاء ايران وازدياد عنفها فإن اسبابها اصبحت لا تنحصر في الشكوي من انفلات اسعار الاحتياجات المعيشية. تحليلات خبراء الشئون الايرانية تقول إنها تعبير أيضا.. عن رفض اجراءات التضييق علي الحريات العامة وتفشي الفساد الذي تتبناه قيادات »الملالي» وأشياعها.. هذا الفساد شمل كل مجالات الحياة والانشطة الاقتصادية حيث ترتب عليه عمليات نهب هائلة لثروات الدولة الايرانية.
هتافات المتظاهرين الذين خرجوا بالآلاف في كل المدن الايرانية طالبت ولأول مرة بسقوط المرشد خامنئي. نادت بوقف تمويل حزب الله اللبناني وإنهاء التواجد والتدخلات في لبنان وسوريا واليمن. إنهم يؤمنون بأن هذه التدخلات سوف ترفع عن كاهل موازنة الدولة وبالتالي عن كاهلهم التكلفة الباهظة لتلك الممارسات.
الشعور بالخطورة البالغة لهذه المظاهرات علي نظام الملالي الايراني دفع قيادة الحرس الثوري - التنظيم العسكري الذي يحميه - إلي اصدار بيان تحذيري لما يمكن ان يمثله من تهديد لنظام الحكم.. القائم علي ولاية الفقيه. وفي محاولة لطمس ما استهدفته هذه المظاهرات ذات البعد المحلي المحض.. لجأ بيان الحرس الثوري الي الربط بينها وبين ما يسعي إليه اعداء إيران الذين حددهم في أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.
ليس خافيا ان كل انشطة نظام الملالي يقتصر علي التآمر علي دول الجوار العربي دون اسرائيل التي يتشدق دوما بعداوته لها. وفقا لهذا التوجه العدائي فإنه يقوم بتمويل العناصر المتطرفة والارهابية في هذه الدول. لقد سبقوا نظام اردوغان »العثمانلي» الحاكم في تركيا جريا وراء وهم استعادة المجد الغابر الذي ولي وانتهي إلي غير رجعة.
النظامان الايراني والتركي يسيران علي نفس الطريق بحثاً عن موطئ قدم لتحقيق سيطرتهما وهيمنتهما. انهما وفي سبيل تحقيق أوهامها لا يتورعان عن ارتكاب كل الجرائم وممارسة الكذب والتدليس والارهاب. إن ما تشهده ايران هو اشارة تحذير لكل الانظمة التي تقف وراء إثارة القلاقل في ربوع المنطقة.
ليس من تفسير لهذا الانفجار الشعبي الإيراني سوي أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح. وأنه علي هذه الانظمة ان تدرك وتؤمن بحتمية الكف عن تدخلاتها ومؤامراتها.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. ما يحدث يؤكد أن اقامة علاقات ودية طبيعية وأخوية مع جيرانها هو الطريق الصحيح لصالح الجميع بما فيهم ايران نفسها.