سيدنا محافظ كفر الشيخ "أسامة عبدالواحد" له تجربة تستحق التأمل لاستخلاص الحكم والعبر.. فقد قرر مولانا انشاء 10 محلات أو أكشاك علي أسوار الجامعة.. وصفها بأنها "مشروع قومي" لتوفير فرص العمل للشباب العاطل من خلال برنامج التوظيف الحكومي "مشروعك".. وظهرت همة غير مسبوقة في البناء بلا إحم ولا دستور. ومضي عبدالواحد في إطلاق مشروعه غير عابيء بانتفاضة الجامعة دفاعاً عن حرمها ولا باستدعائها لشرطة النجدة لايقاف الأعمال.. حتي اشتعلت المواجهة واستدعت تدخل الوزراء المعنيين ورئيس الحكومة شخصياً لفرملة التداعيات.. وبدأ المحافظ يناور فقرر وقف البناء مع التأكيد علي أنه لا تراجع ولا استسلام إنما ايقاف مؤقت بغرض طرح القضية للحوار المجتمعي من خلال ما قال أنه مناظرة تضم كافة الأطراف.. لكن إزاء موقف الجامعة الصلب لم يجد عبدالواحد مناصاً من إنزال كلمته للأرض والتسليم بالأمر الواقع وهدم المحلات التي لم يمض علي بنائها سوي أيام.
حان الآن موعد استخلاص العبر والنتائج.. بداية ممن سيحاسب علي الطلبات ونفقات البناء والهدم.. مرورا بالحقائق القانونية الغائبة مثل أن الرصيف ملك للمواطنين المشاة في الشارع ولا يجوز التعدي عليه بالاشغالات فما بالك بالبناء فوقه.. وأن المناصب الرسمية لا تعطي لأصحابها الحق في انتهاك القوانين بل علي العكس فإن القانون يرفع درجة المحاكمة في المخالفة اذا ارتكبها موظف عام الي جنحة.. والجنحة الي جناية.. ثم ان بناء محلات للشباب ليس توفيراً لفرص عمل إنما توسيع لحالة البطالة المقنعة.. هذا اذا قدم لنا مولانا عبدالواحد اجابة عن الشباب العشرة المبشرين بمحلاته من بين مئات الألوف من الشباب العاطل في محافظته.. لكن ما يبعث غصة في الحلق أن نجد الأحلام قد ضاقت في كفر الشيخ الفقيرة حتي صار بناء كشك أو عشرة مشروعاً قومياً وليس تنمية بحيرة البرلس الغارقة في التلوث ولا تطوير المناطق الأثرية المهملة أو استثمار موارد الثروة الطبيعية ولا توفير فرص عمل من خلال مشروعات تقدم اضافة حقيقية للمجتمع وللناتج القومي.
نعم يبدو أن الأحلام قد ضاقت في حين اتسعت الذمم حتي ابتلعت البصائر والضمائر.
* * استقل رئيس الوزراء تاكسياً وفاجأ بالزيارة قسم شرطة دار السلام... واستقل محمد بدر محافظ الأقصر "توكتوك" في زيارة مفاجئة للوحدة الصحية بجزيرة أرمنت.. الناس علي دين ملوكهم.. والمتابعة ضرورية لإدارة الأعمال بنجاح.. لكن الاصلاح الحقيقي اكثر عمقاً من ذلك .