صفع عم صلاح الموجي وجه المتنطعين علي أكتاف الشعب المصري، من سولت لهم أنفسهم إهانة الشعب الصابر، كانوا يختانون أنفسهم في المضاجع الإخوانية ويسخرون ويتمسخرون، ويستترون في وحل أنفسهم، وينصّبون أنفسهم قيّمين علي شعب علّم الأقدمين.
من بين الصلب والترائب وثب فهد مصري من ثباته ليصرع إرهابياً مسلحاً، عم صلاح الموجي ليس استثناء في شعب خلع عصبة الإخوان من جدرها في ليلة موعودة، عم صلاح بتاع حلوان ليس فرداً بل شعب يقاوم الإرهاب والحصار وشظف العيش، ويداوي الأيام بخمسينة شاي تقيل بسكر وباكو دخان، ويتحايل علي المعايش بلقط الأرزاق، وفي لحظة يهب مارداً، وحكمته الرب واحد والعمر واحد.
عم صلاح نموذج ومثال لشعب فاهم وواعٍ ومسيس ومثقف، يأتي هذا الشعب عجباً، يوم تظن به الظنون، ربك خلاف الظنون، يقيد من بين ظهرانينا من يرفع اللواء، ويعلي الجواب، ويحرر الرسالة خالصة لوجه الوطن.
فليكرمه الرئيس في قصر الاتحادية، يكرم عم صلاح، بطلاً شعبياً، يكرم شعباً في شخص هذا البطل، حفظ دماء الأبرياء مضحياً بحياته، صنيعه يطوق الأعناق، ممتنون لمن يعلمنا درساً، لمن يهبنا الأمل، لمن يبرهن أن البسطاء دوماً عظماء، ولا يتولون عند الزحف، وإذا تهدد الوطن ينفرون بجسارة للذود عن الحياض المقدسة.
عم صلاح مواطن طيب من اصل طيب من شعب طيب، ترضيه تاخد منه عينيه، تداويه يدعيلك بالصحة، تستره يتمني لك الستر، شعب صابر وقانع وغلبان وعاوز يربي عياله، ويستّر بناته، وفي الدنيا منيته أربع حيطان يتداري فيها من غدر الزمان، وفي الآخرة حفرة وقطنة وموتة كريمة، وربع قرآن مما تيسر من آيات الذكر الحكيم، ويا أيتها النفس المطمئنة.
الشعب المصري لمن خبر معدنه الأصيل، شعب أصيل، من الأصالة، يعرف الفضل لأهل الفضل، شعب يعرف العيبة ويحترم الشيبة، يميز الطيب من الخبيث، ويحب الحب في أهله، ويستشعر الكره من أهله، ويأنف الكذابين، ويلفظ المتجبرين، ولايزال قابضاً علي جمر الوطن، صابراً محتسباً، وإن جاع وإن تعري سماء مصر تظلله، وعناية الله جندي.
شعب يضرب الأمثال جميعاً، شعب راضٍ بالقسمة والنصيب والمقدر والمكتوب وشعاره »اللي مكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين»، شعب يقاوم الإرهاب، ويعافر في وجه الزمان، شعب بسيط تفرحه انتصارات المنتخب الكروي، ويرقص علي الطبل البلدي، حباً في أغلي اسم في الوجود، ويقف زنهار تحية للعلم، وتدمع عيناه علي أغنية يا حبيبتي يا مصر.
شعب محب للحياة، وضحكته مجلجلة، يقهقه في وجه الزمان الصعب، ويغني يا صباح الخير ياللي معانا، وإن أحب يعشق قمر، شعب طيب وجدع وكريم ويسيئه اللئيم، شعب مفطور علي الصبر، ولا عمره اشتكي ولا قال آه، يضحك من جوه قلبه وملء شدقيه، ويسخر حتي من ألمه، ومن قهره، واذ تهدد عشه طار كالرخ يضرب بقدميه الغاصب يسقطه من عل كما اسقط مرشد الاخوان وجماعته من فوق المقطم بنفخة من روحه.