الأخبار
جلال دويدار
رحل إبراهيم نافع.. وتبقــي إنجـازاتــه
ورحل إبراهيم نافع أحد رموز العمل الصحفي علي مدي الأربعة عقود الماضية كرئيس أسبق لمؤسسة الأهرام ونقيب مرموق للصحفيين أكثر من مرة. وهكذا شاءت الأقدار أن تكون نهايته في الغربة. جري ذلك بعد أيام من النداء الذي نشر في الصحف متضمنا إلتماسا بأن يكون لقاء ربه علي أرض الوطن. الحقيقة أنني مندهش ولا أعرف ملابسات عدم الإستجابة لهذا الإلتماس الأخير ولكن كل شيء خاضع لإرادة المولي عز وجل.
ليس غائبا أن ظروفا قاهرة وعدم توافر القدرة علي مواجهة هذا الموقف الذي تعرض له في عهد حكم الإخوان.. وهو ما تمثل في الاتهام الذي انحصر في شأن الهدايا التي كان يرسلها الأهرام للمسئولين بالدولة. لم يشفع له حتي مماته إقدام هذه الشخصيات علي إعادتها. من ناحية أخري فإن أحدا لا يستطيع أن ينكر مهما كانت مشاعره.. ما حققه للصحفيين والعمل النقابي والدولة رئيسا لمجلس إدارة الأهرام ونقيبا للصحفيين سواء في عهد الرئيس أنور السادات أو الرئيس حسني مبارك.
إلي جانب كل هذا فقد تميز نافع بالهدوء ودماثة الخلق. لم يكن يرد طلبا لصحفي في الحصول علي خدمة. شمل ذلك تعيين العشرات من ذويهم وأبنائهم في مؤسسة الأهرام. كان نموذجا رفيعا للانسان في سلوكياته وعلاقاته. إن شخصية بهذه المؤهلات والصفات يجعل أي إنسان.. يشعر بالحزن والأسي والأسف لما لاقاه من عذاب نفسي حتي وفاته.
إن ما كان يقلق الراحل إبراهيم نافع والذين كانوا علي علاقة به ليس هذا الاتهام الذي جاء بعد ثورة ٢٥ يناير.. ولكن ما كان يقلقهم ويؤلمهم هو التأخر في التحقيقات وعدم حسم الامور وبالاخص جحود وأحقاد البعض ممن كان له أفضال عليهم.
إن مشيئة الله أتاحت للفقيد الراحل تحقيق أمنيته بأن يكون تشييع جنازته وعزاؤه ودفنه علي أرض وطنه مصر وان يكون في وداعه الكثير من تلاميذه واحبائه مع هذا الرحيل.. فإنه لا يبقي سوي أن نتذكر خدماته للوطن وكل إنجازاته لصالح الأهرام والصحافة المصرية.
ليس هناك ما يقال في هذه اللحظات الحزينة سوي الدعاء لهذا الرمز الصحفي العزيز بالرحمة ولأهله ولأصدقائه وكل معارفه بالصبر والسلوان.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف