جمال زايدة
تأملات سياسية إيران والمجهول
بعد 25 يناير اهتمت إيران بدعوة العديد من الصحفيين والكتاب والأدباء والسينمائيين والسياسيين من مصر .. ذهبت مع من ذهبوا .. كنت متشوقا لمعرفة هذا البلد الذى يمتلك ميراثا حضاريا عظيما ، ماذا حدث فيه بعد أن سيطر الملالى على الحكم ، كيف يعيش الإيرانيون فى ظل حكم آيات الله ، للأمانة أحسنوا وفادتنا ، لكن بالحديث مع الناس تكتشف أن هناك شعبا مقموعا ، ممنوعا من حرية الكلام ، ونحن قادمون من بلد الحرية الوحيدة فيه قبل 25 يناير كانت الكلام ، البرامج الحوارية تتحدث كما تريد وصحيفة الدستور تشتط فى آرائها دون مشكلات كبيرة . ذهبت إلى اجتماع دعينا اليه فى وزارة الخارجية الإيرانية ، دخل علينا وزير الخارجية فى ذلك الوقت ، تحدث كثيرا ، لكن استوقفنى حديثه عن الثورة المصرية فى 2011 و قوله إنها امتداد لثورة الخمينى فى 1979 ، قلت لنفسى ما هذا التخريف ، طلبت الكلمة فى هذا الاجتماع الكبير وقررت أن أتحدث وليكن ما يكون ، قلت للوزير إن ميدان التحرير فى أيام الثورة الاولى لم يشهد رفع أى شعار دينى وانما كانت كلها شعارات وطنية ، وأن ما حدث فى مصر لا علاقة له بما حدث فى إيران ، دخل على الخط المخرج الكبير الراحل محمد خان وكان حاضرا الاجتماع فطلب من وزير الخارجية الإفراج عن المخرج السينمائى الإيرانى المحتجز لأن السينما لا تعرف إلا الحرية .
تجولنا فى شوارع إيران وتحدثنا مع الناس ، قمع الحرس الثورى موجه ضد النساء ، كتبت ذلك بعد عودتى إلى الأهرام فاتصل بى القائم بالأعمال الإيرانى غاضبا متسائلا : أين رأيت قمع النساء ؟ قلت له فى كل مكان . ما يحدث فى إيران الآن له علاقة بالحرية ولننتظر لنر .. إيران مقبلة على كارثة .