»سعيد بقتل تسعة وعشرين وإصابة عشرين آخرين بمفردي ولست نادما».. هذا ما اعترف به الإرهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا بحلوان، وقبل أن نقرأ اعترافاته شاهدناه جميعا في فيديو مطول لمدة إحدي عشرة دقيقة، فبعد أن فشل في اقتحام الكنيسة قام بقتل تسعة أشخاص أمامها بسلاحه الآلي ثم راح يمشي في الشارع جيئة وذهابا بكل هدوء ويقين غير مبالٍ وغير عابئ بالرصاصة التي ستصوب عليه وربما قتلته وأفقدته حياته.. السؤال الآن.. من الذي لاتزال لديه أدني قناعة بأن مثل ذلك الشخص إنما يضحي بنفسه وروحه وحياته وبهذه الدرجة من اليقين والهدوء النفسي فقط لأن أجهزة مخابرات أجنبية دافعة له فلوس زي ما الجهابذة الخبراء بيقولوا بعد كل حادث، ، ولاّ مثلا عشان هو مجرد واد صايع زي ما بعضهم بيسميهم عيال صيّع.. كل تحليلاتكم كذب في كذب.. وإنما الحقيقة المؤكدة والمحسومة فيما حدث هي أن هناك عقيدة باطلة قد عششت في عقل هذا الإرهابي وفي عقول مئات الشباب الذين انخرطوا في صفوف التنظيمات الإرهابية ولايزالون ينضمون إليها تباعا، مفادها أنهم يجاهدون في سبيل الله ويتقربون إليه بقتل الكفار والمرتدين، ومنبعها التفسيرات القرآنية الدموية والأحاديث المدسوسة والمحرضة علي القتل والعنف والكراهية والتي توارثناها جيلا بعد جيل.. هذا هو ما يجعل الإرهابيين يهدرون حياتهم وأنفسهم بمنتهي الثبات في مقابل قتل الآخرين وإعلاء كلمة الدين كما يتوهمون.. وإن جاء القتل فهي الشهادة وهي الجزاء الحسن الذي منّ به الله عليهم حيث سيوصلهم إلي جنة الخلد ليلحقوا فيها بالصالحين..
الحقيقة أن الأمور لم تعد تحتمل مزيدا من الصبر.. وبقاء الأوضاع علي ما هي عليه يعد مستحيلا.. وليت القائمين علي مؤسساتنا الدينية يفهمون أن مواجهة الإرهاب ليست مسئولية أمنية فقط وإنما يسبقها مسئولية فكرية يتم فيها مواجهة حقيقية لتغييب عقول الشباب ومراجعة معتقداتهم الدينية الباطلة بشجاعة ودون مواربة.. فما هو المانع من عقد مؤتمر صحفي عالمي تقيمه مشيخة الأزهر الشريف مثلا ويتم فيه الإعلان صراحة عن عدم صحة الأحاديث الدموية والتي يبني عليها فقهاء الإرهاب أحكامهم بالتكفير والردة وبالتالي بالقتل والحرق واستحلال الأعراض والأموال.. ما المانع رحمكم الله؟.. سؤال بسيط قبل أن نقول لا رحمكم الله لا في دنيا ولا في آخرة..
مما أعجبني
يقول أحد الصالحين: إذا مررت بعصفور يشرب من بركة ماء فلا تمر بجانبه فتخيفه وابتغ بذلك وجه الله عسي الله أن يؤمنك من الخوف يوم تبلغ القلوب الحناجر وإذا اعترضتك قطة في وسط الطريق فتجنب أن تصدمها وابتغ بذلك وجه الله عسي الله أن يقيك ميتة السوء وإذ هممت بإلقاء بقايا الطعام فاجعل نيتك أن تأكل منها الدواب وابتغ بذلك وجه الله عسي الله أن يرزقك من حيث لا تحتسب واحرص دائما علي فعل الخير مهما استصغرته فلا تدري أي حسنة تدخلك الجنة..
ما قل ودل:
ماتعاتبش اللي بطّل يسأل عليك، مش يمكن مبسوط من غيرك..