الأخبار
هشام مبارك
رسالة إلي وزير السياحة
خطفتني هذه الرسالة لعدة أسباب،أهمها أن صاحبها شاب مصري واعد متعطش لخدمة بلده، ثاني تلك الأسباب أن الرسالة تتعلق بفكرة من الممكن أن تساهم في إنقاذ السياحة التي لا نبالغ إذا قلنا أنها تحتضر وتستطيع مثلا بجولة بسيطة في شوارع الأقصر أن تتأكد من عدم وجود مبالغة في ذلك التعبير،ويمكن من خلال أفكاره المبتكرة أن نعيد الحياة للنشاط السياحي ليس في الأقصر فقط بل في كل مصر ونوفر علي الدولة تلك الميزانية الباهظة من الدولارات التي تتحملها في التعاقد مع شركات علاقات عامة تقوم بالدعاية للسياحة في مصر دون جدوي ملموسة.
يقول صاحب الرسالة: اسمي أحمد عصام مهندس معماري وكنت حتي أيام قليلة مضت معيدا في كلية الهندسة بالجامعة الألمانية وكان من الممكن أن تسير حياتي العملية بالشكل التقليدي،ماجستير ثم دكتوراة ودخول سلك التدريس الجامعي كإحدي الوظائف المرموقة في مصر لكني مؤمن بأن مصر لا تحتاجني في تلك الوظيفة التي هي حلم كثير مثلي من الشباب وقررت التفكير خارج الصندوق استجابة لطموحي الشخصي أولا وتنفيذا لسياسة الدولة التي تؤكد دائما تبنيها لأفكار الشباب المبتكرة.لذا فكرت في تنظيم رحلة سياحية من نوع جديد تلفت أنظار العالم إلي أن مصر ليست فقط الأهرامات وأبو الهول والكرنك وأنه آن الأوان للاستفادة من سياحة المغامرات التي يقبل عليها الشباب من العالم كله ومصر مليئة بالأماكن التي تصلح لهذا النوع من السياحة مثل تسلق جبال واستخدام البالون الطائر والقفز في النيل من فوق المرتفعات في أسوان، والسفاري الرائعة في واحة سيوة.وكذلك مناطق خرافية في راس محمد وسانت كاترين والغوص مع الدلافين في مرسي علم، وهكذا اخترت تسعة أماكن رائعة في مصر يزورها عشرين شابا لمدة أسبوعين مع تسويق صور وأفلام الرحلة عالميا علي وسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن الوسائل التقليدية غير المجدية ً. تبدأ الرحلة من سيوة ثم ينتقل الشباب بالطيران من برج العرب إلي شرم الشيخ وراس محمد ودهب وسانت كاترين ثم إلي مرسي علم بالباخرة السريعة ثم النوبة وأسوان ثم العودة مرة أخري بالطائرة للقاهرة.أغراني النجاح الذي لاقته الفكرة عندما قمت بتدشينها بالعربية والإنجليزية علي مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم سفرية حيث تفاعل مع الموقع في أيام قليلة حوالي 2.3 مليون شاب مصري فتحمست لبدء التنفيذ وكان من الطبيعي البحث عن رعاة لتمويل الفكرة، لكن وللأسف النتيجة لا شيئ فالرعاة في مصر يهمهم منتجهم في المقام الأول وليس نجاح البلد من خلال فكرة جديدة.
لم أترك باب مسئول في وزارتي السياحة والشباب إلا وطرقته ولكنها الأبواب الموصدة في وجه الشباب فلم أنجح بالطبع في لقاء أي مسئول حتي هيئة تنشيط السياحة التي استمعت لشرح للفكرة منحتني موافقة أدبية فقط!! ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول الوصول للوزير يحيي راشد فلم أنجح.
انتهت رسالة أحمد التي أضعها أمانة بين يدي وزير السياحة يحيي راشد فإما أن يلتقي احمد ويناقشه في مشروعه ويتبني أفكارا خارج الصندوق التي تطلبها الدولة وإما أن ينصحه قائلا:انصحك يا أحمد ترجع داخل الصندوق من جديد!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف