ليس ذنب مصر أن البعض يعتقد أن جبال الصبر الذي تتحلي به تمكن أن تطول إلي ما لا نهاية.
أقول ذلك ونحن نتابع كل المتغيرات التي تتم جنوب مصر سواء فيما يتعلق بحلايب وشلاتين أو مدي خطورة السد الذي تقيمه إثيوبيا. ومشكلة حلايب وشلاتين خدعة جديدة تحركها أغراض خاصة من جانب الأشقاء السودانيين لتظل محض ادعاءات لا ترقي إلي الحدود التي تمكن أن ترد عليها مصر.
حقيقة سيادة مصر علي المنطقة تؤكدها الاتفاقيات والخرائط الدولية وأعتقد أن التزام الصمت حولها يكون أبلغ الردود بالإضافة إلي ان الواقع الذي تعيشه القبائل هناك يؤكد أنها جزء لا يتجزأ من أرض مصر ولكن يبدو أن التيسيرات والامتيازات والدعم وحرية الحركة الذتي نقدمها لاهلنا في المنطقة قد اسيء فهمه وتفسيره.. أما فيما يتعلق بحقيقة وخطورة سد النهضة الإثيوبي فإن تعامل مصر مع المشكلة جاء نابعاً ومؤكداً لحقيقة العلاقات التي تجمعنا مع الشعب الإثيوبي الشقيق.
أكدت مصر مراراً وتكراراً أنها تدعم وتساند بكل قوة أي مشروعات تقوم بها إثيوبيا في مجال التنمية وتحقيق مصالح الشعب الإثيوبي شريطة ألا يتعارض ذلك مع مصالح مصر وحقنا في مياه النيل التي تحميها المعاهدات والاتفاقيات الدولية.
حدثت بالفعل إخفاقات كثيرة في عملية التفاوض والانتهاء من التقارير الفنية المتفق عليها علي حين تسارعت عملية بناء السد من جانب الأشقاء الإثيوبيين.
لقد تركت مصر ملف سد النهضة للدبلوماسية لكن ذلك لا يعني أن هناك بدائل وخيارات أخري كثيرة يمكن اللجوء إليها في حالة فشل هذه المفاوضات.
هناك فارق كبير بين الخطر المحتمل وبين الخطر القائم وبين الخطرين سيكون موقف مصر التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي خطر يتعلق بحصتنا من مياه النيل وتأخير رد الفعل ربما يكون أكثر تأثيراً وحزماً وصرامة لردع كل من لا يعتقدون أن للصبر حدودا!