علي طريقة من يقول لصاحبه: لا تسب الدين يا ابن دين »....»‬ يتحدث ترامب، ويدين وحشية الأمن الإيراني، وبالتأكيد ثمة ممارسات تستحق هذا الوصف، ولكن أن يعلن ترامب ـ بالذات ـ ذلك، فإن الأمر يتحول إلي »‬نكتة بايخة»!
بلاش انت يا ترامب، وبالمرة بلاش امريكا، فالأول جزء من سياق عام، تتجلي في سلوكياته ـ علي كل الاصعدة ـ أعلي صور وحشية الرأسمالية ضد فقراء وسود أمريكا قبل ان تمتد لكل شعوب الأرض الباحثة عن الكرامة والحق في حياة انسانية بأبسط معانيها.
ڤيتو أمريكا/ ترامب ضد الفلسطينيين وحقهم في دولة مستقلة عاصمتها القدس، أليس وحشية بشعة بأحط صورها؟!
نقل المروحيات لعناصر داعش المندحرة في سوريا، لتمارس في مناطق أخري مفهوم »‬إدارة التوحش» ألا يشكل تورطاً حتي الأذن لأمريكا/ ترامب في نشر التوحش غير المسبوق علي أيدي هؤلاء؟
تاريخ حافل من دعم الانظمة الفاسدة المتوحشة ضد مواطنيها، ومساندة عصابات تستهدف اسقاط الشرعية في دولها، وسجل أسود لاغتيالات طالت رؤساء دول، وزعماء حركات تحرر وطني، ماذا تعني تلك الأمثلة إلا نقطة من فيض بحر التوحش الأمريكي، الذي بدأ منذ النشأة الأولي لأمريكا عندما استوطنها شذاذ الافاق علي جثث أهلها الاصليين الذين استحالت حياتهم بفعل توحش القادمين إلي كوابيس دموية!
مرة أخري، لا أدافع عن إيران أو أي نظام جوهره فاشي، لكن بالمناسبة هل نسيت أمريكا دعمها لنظام فاشي آخر شهدته مصر، ومازالت تدفع اثماناً باهظة مرة بسبب مافعله هذا النظام في عام، ومرات من جراء التوابع الامريكية التي مازالت تمارسها الادارات المتعاقبة بلا أدني خجل تجاه المصريين، ألا يعكس ذلك ألوانا من التوحش؟!