المساء
إيهاب شعبان
صلاح.. علامة فارقة في تاريخ الكرة المصرية
يعلن اليوم الفائز بجائزة افضل لاعب في افريقيا لكرة القدم لعام 2017. ويعد محمد صلاح نجم مصر ومهاجم ليفربول الانجليزي الاكثر قربا لنيل اللقب الرفيع طبقا للاخبار الواردة من كواليس الاتحاد الافريقي. وبالتأكيد عطاء صلاح خلال عام 2017 كان رائعا. ويستحق الجائزة عن جدارة في مواجهة منافسيه السنغالي ساديو ماني والجابوني اوباميانج. فنجم مصر اكتسح كل الاستفتاءات السابقة لاختيار الافضل سواء عربيا او افريقيا. ودخل ضمن نخبة افضل لاعبي العالم في الآونة الاخيرة.
وبغض النظر عن ان صلاح سيحصل علي اللقب اليوم ام لا. نقول انه صار اللاعب الاميز في تاريخ الكرة المصرية في العصر الحديث من حيث هذه الدرجة الرفيعة من احترام العالم له ومكانته التي اصبح عليها في الدوري الانجليزي الذي يعد الاهم والاعرق في العالم. فلم يسبق لاحد من لاعبي مصر ان نال هذا التقدير- سوي حسين حجازي في العشرينيات من القرن الماضي- وصلاح يقدم صورة رائعة عن نفسه وعن بلده بادائه الكروي الرائع واخلاقياته الرفيعة. وكلما ذكر اسمه يقترن معه اسم بلده مصر. ويدعونا ذلك للتأكيد علي ان لاعب الكرة من فئة السوبر ستار يصنع لبلده دعاية ضخمة وهائلة. فكرة القدم غير اللعبات الاخري مع كل الاحترام لها. فهي اللعبة الشعبية الاولي في العالم. وهي اللعبة التي تكون محط انظار عشاق الرياضة في كل انحاء الكرة الارضية. صحيح يوجد عظماء افذاذ في لعبات عديدة. ولكن ليسوا بمثل هذه الشعبية والبريق الذي يكون عليه لاعب الكرة المتميز. فمثلا الارجنتين والبرازيل والبرتغال لديهم عشرات من نجوم الابطال في اللعبات الفردية والجماعية ولهم رصيد ضخم من البطولات. ولكن ميسي ونيمار ورونالدو لهم مكانة خاصة جدا عند شعوبهم. وكذلك الحال اصبح محمد صلاح بالنسبة لنا في مصر. فقد جعل جمهور الكرة المصري ينتظر مباريات ليفربول علي احر من الجمر- ومن قبل عندما كان مع روما- وهذا في حد ذاته مكسبا رائعا للكرة المصرية لان قطاعاً كبيراً من جمهور مصر بكل ألوانه صار متطلعا علي الدوريات العالمية او بمعني اكثر دقة صار اكثر عددا واهتماما. مما صنع نوعا من الثقافة الرياضية المرغوب فيها لشعب يتطلع إلي الافضل. هذا فضلا عن انه خالق في نفوس الشباب والاطفال طموحا لا حد له. بأن يكونوا مثل صلاح وصديقه الاخر محمد النني لاعب ارسنال في الدوري الانجليزي. ومن المثير اننا لو سألنا اليوم ناشئا صغيرا اين تود ان تلعب لأجابنا: في ليفربول او ارسنال!! وقديما كان الجواب هو اللعب للاهلي او الزمالك وكان هو الحلم الكبير. وهو كذلك كمحطة مهمة ولكن لم يعد هو الحلم الاكبر..!. فمن في مصر من النجوم صنع هذا الفارق؟ انه فقط محمد صلاح.. وله كل التحية والتقدير علي عطائه المشرف.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف