عبد المجيد الشوادفى
وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون
سيرة ومسيرة يملؤها الفخر له والافتخار به، فقد كان الأستاذ إبراهيم «نافعا» بحق وصدق قولا وعملا.. وقد عرفته أستاذا صحفيا متخصصا ومتميزا فى الاقتصاد وممارسا أمينا للعلاقات السياسية والاجتماعية ومحافظا شرسا على أبناء المهنة ومدافعا قويا عن كرامتهم وإداريا فاق كل نجاح.. انتدب للعمل فى البنك الدولى لخبرته ثم عاد إلى موقعه الطبيعى فى الأهرام حتى عين رئيسا للتحرير فترة قصيرة جمع بعدها منصبى رئاسة الإدارة والتحرير تقديرا لكفاءته ومهنيته وحسن ارتباطه وتعاملاته مع زملائه فى المهنة بجميع الصحف والمؤسسات التى دفعتهم لانتخابه نقيبا للصحفيين دورات متعددة.. وعلى مدى تلك السنوات المتلاحقة لم يتوان الأستاذ إبراهيم نافع فى إحداث نقلة نوعية للأهرام مبنى وصحيفة وتطور هائل فى الامكانات فاقت أضعاف ما كان عليه.
وافتتاح مكاتب للأهرام ليس فى محافظات مصر فقط، وإنما فى دول أجنبية كثيرة من بينها فرنسا وإنجلترا وأمريكا وروسيا وانتشار مراسلى الأهرام فى مختلف دول العالم.
وأفسح المجال واسعا لفرص عمل متزايدة فى جميع المجالات وأتاحها لأبناء وأفراد أسر الصحفيين والعاملين. بحيث أصبح للأستاذ إبراهيم نافع بعد إنسانى واجتماعى ومهنى داخل الأهرام وخارجه لم يتمكن أحد غيره من مجاراته.
وتمثل ذلك فى تقرير رعاية صحية خارج مصر تستدعيها حالة المريض.. كذلك ما استحدثه من تقرير مزايا مالية للعاملين بالمؤسسة تضاف لرواتبهم لتحسين حالتهم المعيشية منها منح المناسبات والحوافز والأبناط وغيرها خلافا للأرباح.. وفيما يتعلق بالصحافة والصحفيين فقد حقق الأستاذ إبراهيم نافع إنجازات لم يكن لسابقيه أو لاحقيه مجرد التفكير فيها نذكر منها ما توصل إليه مع الحكومة من صرف بدل التكنولوجيا النقدى الذى يعد حاليا مصدر الدخل الوحيد لعدد كبير من الصحفيين بالصحف الخاصة والحزبية.. والصرح الضخم والفخم لمقر النقابة الذى توارت بجانبه منشآت المحامين والقضاة.. ويأتى فى مقدمة كل ما سبق موقفه البطولى والشجاع فى مواجهة الحكومة والبرلمان، ليقول «لا لقانون الحبس» ويستمر على موقفه حتى تمكن خلال فترة وجيزة من الاستجابة لمطلبه ليحقق انتصارا سياسيا ومهنيا لم يحدث له مثيل فى مصر.. وهذا قليل من كثير يحسب «نافعا» للأستاذ إبراهيم ولأسرة الأهرام وللصحفيين ليثبت عليه القول المأثور. «أنا وإن كنت الأخير زمانه.. لأت بما لم تستطعه الأوائل» ولكى يصبح آخر عمالقة الصحافة فى زماننا.. وفى الوقت الأليم والحزن العظيم لا أجد ما أتمثل به فى رثاء فقيدنا الكريم سوى بما قاله نبينا عليه الصلاة والتسليم عند وفاة ابنه إبراهيم.. ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا الرحيم «إنا لله وإنا إليه راجعون» وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون».