وردة الحسينى
أري - ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا..
هناك دول لا يجمع بينها فقط عامل وحيد للتقارب كالجوار، وإنما الكثير من أواصر وإمكانيات التكامل وتشابك العلاقات والأنساب، مما يضفي علي تلك العلاقة صبغة المصير المشترك..وهذا ما ينطبق علي مصر والسودان، فليس من قبيل الشعارات القول بأن ما يجمعهما يفوق وبكثير جدا ما يفرقهما، وعلي مدار التاريخ كان أمننا القومي واحدا وما نواجهه من التحديات والمخاطر مشتركا..والمؤسف ان يترك أحد الطرفين هذه العلاقة عرضة لتدخلات خارجية تنال منها وتؤثر عليها بالسلب،ووسط تلك التدخلات، تقوم بعض وسائل الإعلام، بتأجيج الخلاف، وهو ما يؤثر علي طبيعة العلاقة بين شعبي البلدين.. وهنا لابد من التأكيد أنه قد آن الأوان للنظر بواقعية لحقيقة ونوايا الأصدقاء والحلفاء وكذلك الوقوف بحسم بوجه من يحاول من الداخل والخارج تقويض هذه العلاقة والتأثير عليها بشتي السبل، ومعالجة الخلافات في ضوء الحقائق التاريخية والنأي عن استخدامها للتغطية علي أوضاع داخلية،كما يحدث بالنسبة لحلايب وشلاتين والموقف من السد الأثيوبي مثلا.. أخيرا نحن نتفق تماما مع ما أعلنه وزير خارجية السودان حول أن البلدين لديهما الإمكانيات ليصبحا من خلال مشروع تكامل بينهما،قوة سياسية واقتصادية كبري بوادي النيل، ومع ذلك نختلف كليا فيما قاله بذات السياق،حول أن البعض بمصر لا يفهم أن السودان القوي بمصلحة مصر،عملا بمقولة : لا تجعل دار جارك أقوي حتي لا يفكر بحقوقه..وهذا الاختلاف ليس مبنيا فقط علي عدم صحة هذا الرأي،وانما بتوقيته والوسيلة التي أعلن من خلالها.