تشرفت بدعوة من د. مختار جمعة وزير الأوقاف للمشاركة بلقاء علمي في اطار برنامج تدريبي متكامل لنخبة منتقاة من الدعاة الجدد من الرجال والسيدات، وبكل الأمانة وجدت نفسي أمام عقول وكفاءات متميزة مدركة للمتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية في مصر، والأهم من ذلك لديهم رغبة جادة في التعلم والاستزادة، وعلي الرغم من أن موضوع محاضرتي كان متخصصاً في العلاقة بين الإعلام والأمن القومي، فقد وجدت تفاعلاُ عالياً .
خرجت من هذا اللقاء وانا مستبشر بأن هناك فكرا جديدا يسري في شرايين الأوقاف ورجالها وقيادتها . خاصة وأنني اطلعت علي محتويات البرنامج التدريبي فوجدت الأبعاد السياسية والاقتصادية هي النسبة الغالبة علي البرنامج التدريبي .
خرجت وقد أدركت أن الأوقاف مستوعبة ان العالم غير العالم وان قيادة الأوقاف تعرف ان تجديد الخطاب ليس في سطوره أومقرراته أوأسلوب أدائه ولكن في العقول التي وراء الخطاب . فكما يقولون الجواب يبان من عنوانه وانا أقول الخطاب يبدأ من عقل من يكتبه . وكمواطن متابع مجهود الأوقاف أقول وبكل الصدق مع الذات ان وزارة الاوقاف قد نفضت ما علق بها من غبار الفكر التقليدي وأنها تؤمن ان اعداد الكفاءات البشرية وتطويرها وتأهيلها فكرياً هوحجر الزاوية . وكم أتمني وكما رأيت هذه النخبة ان تمتد عمليات التأهيل والتدريب الي مستويين .. الأول هوالمستوي الداخلي علي مستوي الكفور والنجوع، الثانية حيث تعشش هناك غربان التطرف وغسل العقول بأفكار متطرفة أبعد ما تكون عن صحيح أسلامنا وعقيدتنا وسنة رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم. اما المستوي الثاني فهوالمستوي الخارجي لاصلاح صورة الدعوة الاسلامية التي شوهها المتطرفون والارهابيون زيفا تحت راية الاسلام والمسلمين .
وامتداداً لذلك ادعو وزير الاوقاف لتوسيع قوافل التنوير داخل مدارسنا وجامعاتنا حيث يبدأ التكوين العقلي والوجداني لدي هذه الشريحة المغتربة عن عقيدتها وقيم مجتمعها المصري بكل فئاته وعقائده واديانه .
وذلك بفعل التأثير المتزايد لوسائل التواصل الإجتماعي وعدم جاذبية البرامج الثقافية عامة والمتخصصة في الدين، ومن هنا أتمني ان أري موقعاً عصرياً تطلقه الأوقاف وتديره عقول شابة مبدعة وقادرة علي تبسيط الحوار الروحي والديني والانساني.
إنها كلمة إنصاف أمينه بعد ما رأيت بعيني وسمعت بأذني من هذه النخبة المتميزة التي يتضح معايير اختيارها كانت في غاية الموضوعية والعلمية .