الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
من وحي مباراة اتليتكو
بمناسبة مباراة نادي اتليتكو مدريد الأسباني.. كانت كل أندية أوروبا بلا مبالغة تتمني المجيء إلي مصر في أشهر الشتاء حيث الثلج يغطي الشوارع والملاعب بل وأسطح البيوت والشجر.. كانت أندية أوروبا تتمني شمس مصر ودفء مصر.. وأيضاً النيل وبواخره وآثار الجيزة والأقصر وأسوان.. كانت فرق أوروبا ترحب بالمجيء إلي مصر بأقل التكاليف.. ناديا الأهلي والزمالك تتمنيا أن يكون العام كله شتاء وبرداً ورعداً أيضاً.. كان الشتاء موسم إيرادات كبيرة ينتظرها الناديان.
***
كان هذا زمان..
الثلج يغطي أوروبا.. وتريد أن تهرب أوروبا إلي مصر حيث الشمس والدفء.. فما الذي حدث؟!
لا تقل لي الإرهاب ولا الثورات ولا أي شيء يخص مصر.. أبداً.. التكنولوجيا تعمل المستحيل!! كان من المستحيل أن تقام مباريات فوق الثلج وتحت الثلج في آن واحد.. لذا كانت الملاعب مقفولة مدداً طويلة وهذا له تأثير سيئ من كل الوجوه.. لذا حلت التكنولوجيا الحديثة المشكلة.. تحت نجيل الأرضية وأيضاً في العمق طين ليستمر النجيل والحشيش. وتحت هذا ما يذيب ثلج أرضية الملعب ولا أقول يعطيك دفئاً بل مجرد جو الصيف المطلوب.
المملكة السعودية استفادت من هذه التكنولوجيا ولكن بطريقة مختلفة.. أوروبا تشكو من البرد والثلج.. المملكة تشكو من الحر الشديد والرطوبة وأرضية الطواف حول الكعبة والصفا والمروة تمتص هذا الجو الساخن للغاية ويتعب الحفاة.. التكنولوجيا حولت هذه الأرضية المولعة إلي أعظم تكييف هواء بارد يسعد الطائفين وتحيا التكنولوجيا.
***
ولا أنسي في حياتي ما حدث في سرادق عزاء المرحوم مصطفي أمين الذي كان أمام مبني أخبار اليوم.. فقد كانت أسرتي كلها تجلس في السرادق بحكم صلات نسب مع الفقيد.. وكان من الجالسين أحمد أبوالفتح وشقيقي أحمد فهمي مدير تحرير "المصري" اللذان غابا عن مصر أكثر من 19 عاماً.. ما إن رأي المرحوم إبراهيم نافع هذا الكورنر الذي تحتله الأسرة حتي شهق بصوت عالي وهات يا قبلات وأحضان ودموع وذكريات.. بشكل ملفت كثيراً لنظر كل كبار الدولة المعزين.
***
وحدث في الثمانينيات أن أصيبت زوجتي بالمرض الخبيث اللعين.. ومكثت معها حوالي 15 شهراً "سنة وثلاثة أشهر" في باريس لعمل المستحيل.. وكان كمال حسن علي رئيساً للوزراء فاتصل بسفيرنا هناك الدبلوماسي الكبير أحمد سمير وأوصاه خيراً بي.. فكانت إحدي سيارات الضيافة دائماً تأخذني كل صباح إلي مستشفي "فيل جويف".. وحدث أن زار إبراهيم نافع باريس في بداية تواجدنا هناك.. وكان طبيعياً أن نتقابل إبراهيم وأنا في السفارة بدعوة ما.. ولا أنسي طول حياتي ما فعله المرحوم معي.. في باريس.
بعد الغذاء في بيت السفير ــ علي فكرة بيت السفير وهو فيلا أنيقة رائعة أمام السفارة علي الرصيف المقابل مباشرة اشتراه الملك فؤاد لزوجته الملكة نازلي ــ وأيضاً فيلا السفارة نفسها ملك مصر اشتراها أيضاً الملك فؤاد لتكون سفارة مصر.
.. المهم بعد الغذاء أخذني المرحوم إبراهيم إلي مكتب الأهرام في باريس.. كان رئيس المكتب الأخ الشوباشي ومدير المكتب الأخ ضياء رشوان.. لم نجد الشوباشي ولكن في جلسة مع الأخ ضياء بموافقة المرحوم إبراهيم نافع تم حل أهم مشكلة كانت تقابلني وهو إرسال العمود اليومي إلي الجمهورية بالقاهرة في يد جلال العريان بالذات المسئول عن الأعمدة الثابتة.
كنت قبل ذلك أرسل خطاباً فيه عمودان أو أكثر أحياناً إلي السفارة لتقوم بإرساله إلي الجريدة بدون تحديد!!.. وعمل السفارة اليومي كفيل بضياع أي خطاب وإذا وصل الجريدة أحياناً كثيرة يتوه العمود.. ولم انتظم في الكتابة إلا بعد تعليمات إبراهيم نافع.. رحمه الله رحمة واسعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف