الأهرام
مرسى عطا الله
كان الله فى عون الرئيس!
كان الله في عون من يمسك بزمام الأمور ويعتلي سدة الحكم في بلد مثل مصر خصوصا بعد أحداث 25 يناير وما تلاها من تداعيات أفرزت طبقة جديدة من جنرالات السياسة ينتشرون في الأندية والأحزاب والمقاهي ويتحدثون في كل الأمور، وليس علي ألسنتهم سوي المعارضة من أجل المعارضة والارتفاع بسقف المزايدات باتجاه المطلق وطلبا للمستحيل دون قراءة للواقع أو معرفة بالظروف المحيطة بالوطن.

وهؤلاء الجنرالات الجدد في عالم السياسة خصوصا في دوائر النخب ينتمون لتيارين أساسيين أولهما : تيار ينبغي الاستماع إليه مهما بلغت درجة الشطط في أفكاره وأطروحاته لأنه يؤمن بالدولة ويحرص علي عدم الانعزال عن المجتمع ويحمل في داخله رغبة في المشاركة والتفاعل بعكس التيار الآخر الذي يجاهر بالعداء للدولة والسعي لوضع العقبات أمامها بشن حملات التشكيك والتشويه.

وهنا تكمن إشكالية التعامل مع جنرالات السياسة الجدد، ويتحتم الفرز بين تيار يمكن التحاور معه وطرح كافة الحقائق أمامه حتي يستبين حجم الفجوة الواسعة بين الطموحات والمطالب المشروعة وبين الإمكانيات والقدرات المحدودة علي عكس التيار الآخر الذي يستبيح لنفسه حق الخروج علي القانون العام ويري في أية إجراءات ضرورية لتأمين الوطن وحماية الوحدة الوطنية قيدا علي الحرية وانتهاكا للديمقراطية!

وربما يزيد من صعوبة الوضع في مصر الآن أن البعض يريد أن يجري قياسات خاطئة ومقارنات ظالمة مع ديمقراطيات عريقة سبقتنا في هذا المجال بعدة قرون حيث حرية الحركة وحرية الكلام تبدو نظريا أنها مفتوحة بلا سقف مع أن الحقيقة أن هذه المجتمعات اكتسبت درجة عالية من النضج السياسي يحول دون استسهال الخروج علي القانون والنظام العام كما هو الحاصل الآن عندنا باتجاه محاولة البعض للخلط بين حق الكلام وحق الحركة وبين الجنوح إلي الفوضي ونشر أجواء اليأس والإحباط... أكرر كان الله في عون أي رئيس يتحمل مسئولية الحكم في مصر.

خير الكلام:

<< من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف