المساء
مختار عبد العال
القدس كمان.. وكمان
وافق الكنيست الإسرائيلي خلال الأيام الماضية علي مشروع قانون "القدس الموحدة" وهو القانون الذي يمنع أي حكومة إسرائيلية تسليم الفلسطينيين في المستقبل لأي أجزاء من مدينة القدس في إطار أي اتفاق سلام.. وقبل ذلك بأيام صوَّت حزب الليكود علي قرار بفرض السيادة الإسرائيلية علي الضفة الغربية وضم المستوطنات المقامة علي أراضي الضفة للسيادة الإسرائيلية.
هذه القرارات علاوة علي قرار "ترامب" اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب تعني بوضوح تام ليس فقط تهويد القدس بل تهويد فلسطين كلها وإعلان رسمي بوفاة عملية السلام والتسوية العادلة للقضية.
الغريب والعجيب أن كل هذه التطورات تحدث من جانب إسرائيل التي تمضي في طريقها لتهويد القدس وفلسطين مستغلة انشغال العرب بقضايا تفتت ولا تجمع مثل إشعال حرب جديدة بين الدول العربية والإسلامية لا يستفيد منها إلا إسرائيل وكأن الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد!!!
وهذه الأحوال بالطبع تشجع أمريكا وإسرائيل علي فعل ما تريدانه لكننا نؤمن ورغم كل ما يحدث وتشهده المنطقة أن دوام الحال من المُحال وأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة.. علينا ألا نتوقف عن إفهام أبنائنا وأحفادنا بأن القدس عربية وأن أسلافنا استعادوها من أيدي المغتصبين في الماضي وأننا استطعنا الانتصار يوم توحدت قلوبنا وعقولنا وصفت النوايا لله.. علينا أن نزرع في قلوب الأبناء والأحفاد أن التاريخ في صفنا وأن علينا أن نستعد ليوم استرداد الحقوق.. وللعلم هذا ليس بدعاً أو ضعفاً فاليهود لم يصلوا إلي ما وصلوا إليه اليوم إلا عبر تاريخ طويل من زرع الاعتقاد في عقول اليهود بأن فلسطين هي أرض الميعاد حتي نجحوا في تحقيق هدفهم.
علينا ألا نسمح للعدو بأن يقهرنا أو يجبرنا علي الاستسلام واليأس والاحباط وأن نؤمن بقوتنا وديننا وتاريخنا وأن نتسلح بالعلم والإيمان.. والتاريخ الحديث خير شاهد فمن كان يصدق أن مصر ستستطيع أن تستعيد نفسها بعد حرب 67 وتنتصر في حرب 1973 وتعبر قناة السويس وتدمر خط بارليف وتهزم الجيش الذي قالوا إنه لا يُقهر.. كل هذا حدث في 6 ساعات فقط.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف