الوفد
سناء السعيد
إيران وبراثن الطاغوت
فرحة عارمة تملكت ترامب حيال التظاهرات التى اندلعت فى إيران منذ الثامن والعشرين من ديسمبر الماضى، فكل ما يمتلكه هذا الأخطبوط هو شيطنة المعارضين وركوب موجة التهديدات العدوانية واتخاذ القرارات المتهورة. وهو يتربص بإيران منذ أن حل بالبيت الأبيض. هاجمها مراراً وتحرش بالملف النووى، وجاءت تصريحاته زاخرة بتأجيج الحرائق وإثارة الاضطرابات عبر وسائل التحريض بوصفها سلاحاً فتاكاً أثبت فاعليته فى الدول العربية من خلال ثورات الجحيم العربى. فرحة ترامب بالحادث فى ايران لم تشكل مفاجأة، فإيران تحتل موقعاً عدائياً متميزاً فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكى الجديدة التى أعلنها ترامب مؤخرًا.
المظاهرات فى إيران كانت مفاجأة للكثيرين، فالتوقيت لم يتوقعه أحد على غرار الربيع العربى الذى أوقع فى شباكه مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا. اليوم يحل ربيع آخر فى إيران رغم الشتاء القارص. أمريكا هى التى تقف وراء هذا الجحيم لتلحق إيران بالدول العربية تحت دعوى الديموقراطية وحقوق الإنسان. رغم أن ما تمخض عن ثورات الربيع لا يمت بصلة إلى حقوق الإنسان والديمقراطية. بل على العكس أدت هذه الثورات إلى تقليص الحقوق وتراجع الديموقراطية التى تحتاج دوما إلى مناخ هادئ ينبع فى الأساس من الدولة ذاتها ولا يفرض عليها من الخارج وإلا جاء فى ثوب المؤامرات الخارجية كذريعة للتدخل فى الشأن الداخلى للدولة المستهدفة.
والنموذج المظاهرات التى اندلعت فى دول عربية واندس فيها عملاء مدفوعو الأجر واخترقتها مجموعات مسلحة وبات الهدف اشاعة عدم الاستقرار وتحويل ساحتها إلى حرب أهلية لا تبقى ولا تذر.
إيران هى الصيد الذى استهدفته أمريكا عبر تحريك الداخل ضد النظام لا سيما وقد رأى ترامب أن مفعول الثورات العربية جاءت بالنتائج المرجوة. إذ حولت الدول إلى ساحات من الصراعات وهو عين المراد بالنسبة لأمريكا واسرائيل معا. يؤكد هذا ما كشفت عنه القناة العاشرة الإسرائيلية بالتزامن مع اندلاع المظاهرات فى إيران من أن أمريكا وإسرائيل وقعتا على مذكرة تفاهم ثنائية من أجل مواجهة ايران، وأن خطة العمل الاستراتيجى المشترك المتفق عليه بين الطرفين تم التوقيع عليه قبل نحو أسبوعين بحضور رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى ونظيره الأمريكى ومسئولين من استخبارات الدولتين ليتم بلورة وثيقة تفاهمات مشتركة اتفق فيها على قيام الدولتين بأنشطة دبلوماسية وسرية لكبح الطموح الإيرانى.
وبالتالى فإن اندلاع المظاهرات لم يأت من فراغ، فالقوى المعادية وعلى رأسها إسرائيل وأمريكا وبريطانيا لا تريد الاستقرار والخير للعالمين العربى والاسلامى، فتآمر هذه القوى على شعوب وحكومات المنطقة مستمر. ولو أنصف المسلمون والعرب لاتحدوا وتغلبوا على خلافاتهم كى ينقذوا أنفسهم من براثن الطاغوت الصهيوأمريكى الذى يسعى إلى تدميرهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف