جلال دويدار
نهزم شعار «فرق تسد» بوحدة وترابط كل الشعب
إن قوة مصر وصلابتها في مواجهة الأخطار التي تستهدفها تكمن في وحدتها ودورها الفاعل في تعظيم التصدي لتحقيق النصر واستعادة أمنها وأمانها. هذا الهدف الذي يجب أن يعمل كل المصريين علي دعمه والألتفاف حوله كان الوسيلة المثلي دوما لعبور مؤامرات المتربصين بمسيرتها نحو التقدم والازدهار. إنه السياج القوي المتين الذي حافظ علي كيان الدولة المصرية رغم عنف المؤامرات وتدبيرات مخططات هدمها أو حتي تحجيم دورها ومكانتها. إن محور وحدة الشعب المصري تمثلت وتتمثل فيما بين مواطنيها من مسلمين ومسيحيين من تجانس وأخوة علي مر التاريخ.
لكل هذه المقومات ولخدمة هدف ضرب الدولة المصرية فإن كل جهود القوي المتآمرة تركزت في العمل علي فصم هذا التوحد المصيري. ليس أدل علي هذه الحقيقة التاريخية من لجوء الاستعمار البريطاني الي سياسة فرق تسُد للشعب المصري في بداية القرن العشرين لافشال ثورته علي احتلاله. كانت هذه المشاعر الوطنية الفياضة دافعا لجموع الشعب الثائرة خلال ثورة ١٩١٩ - التي قادها الزعيم سعد زغلول - وراءرفع شعار »تعانق الهلال والصليب» باعتباره أيقونة هتافات المتظاهرين.
في الآونة الأخيرة وبعد ثورة ٢٥ يناير وسطو جماعة الارهاب عليها.. تعاظمت نعرة تقسيم الأمة المصرية الواحدة بين مسلم ومسيحي.. من أجل السيطرة علي مقدراتها. هذا التوجه التآمري المتوافق مع أهداف القوي المعادية لمصر كان وراء ثورة الشعب المصري والخروج في ملايين غير مسبوقة لإسقاط نظام الحكم الإخواني. حالة اليأس والاحباط التي انتابت الجماعة وفلولها كانت وراء الهجمات الارهابية التي تعرضت لها الكنائس مستهدفة وحدة الشعب وساعية الي احداث فتنة وفوضي مماثلة لما أحدثته بعد ثورة٢٥ يناير. كان وراء هذه الأعمال الاجرامية اعتقادا فاسدا بامكانية حدوث هذه الفتنة بما يؤدي لعودتها إلي حياة المصريين مرة أخري. كل هذا جري ويجري ويتم هزيمته بوحدة الشعب وبطولة ابنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة مسلمين ومسيحيين.
هذه الصورة البراقة من تاريخ دفاع الشعب المصري عن وحدته وتماسكه.. وبمناسبة عيد الميلاد المجيد.. كانت في مخيلة الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يتحدث في احتفال الأقباط المصريين بهذه المناسبة. كان ذلك ليلة أول أمس في كاتدرائية العاصمة الادارية الجديدة التي بنيت تجسيداً لوحدة الشعب المصري. عبر الرئيس في كلمته عن عظمة وأهمية هذه الوحدة عندما رفع يده ملوحا بقبضته كعلامة يعرف الجميع معناها وفلسفتها القائمة علي القوة والصلابة التي يتمتع بها كل المصريين.
نعم.. إن هزيمة الأعداء والمتربصين والعملاء والمأجورين بممارساتهم الإرهابية.. سوف تظل فاعلة ومرهونة بالترابط والوحدة بين كل المصريين المسلمين والمسيحيين التابعين للديانتين السماويتين الاسلام والمسيحية. عليهم الاستمرار علي إيمانهم الذي لا يتزعزع لوحدتهم وترابطهم. الكل يدرك ويعلم يقينا أن المسلم أو المسيحي هو بالتزامه بالمبادئ والتعاليم الذي يقضي بها دين كل واحد منهم حيث تصب في إتجاه واحد هو السلام والمحبة والإخوة. كل هذا جسدته هتافات ثورة ١٩١٩ ضد الاستعمار عندما هتفت ان »الدين لله والوطن للجميع».
عام سعيد للأخوة المسيحيين الأقباط ولكل المصريين علي أرض مصر المحروسة.