الأخبار
جلال دويدار
الخير.. عائد مواقف مصر تجاه محن الدول العربية
مواقف مصر وسياساتها الايجابية والبناءة من الدول العربية بشكل عام والدول التي تعرضت لنكبة ما يسمي بالربيع العربي بشكل خاص كان نابعا من مسئولياتها التاريخية في الحفاظ علي كيان ووجود هذه الدول ومصالح شعوبها. ما أقدمت عليه مصر علي مدي سنوات.. يشهد علي مصداقية هذه المواقف والسياسات. انها ليست وليدة فترة أو مرحلة بعينها.. ولكنها ثوابت متواصلة علي مدي سنين وسنين.
هذه المسئولية والمصداقية والامانة كانت حاضرة دوما لمواجهة محن مراحل التآمر الذي اتسم به هذا الربيع العربي. إنه تحول من هدف للاصلاح والتصويب الي الانحراف الشديد لخدمة مصالح قوي خارجية متربصة بالامة العربية.
حدث ذلك تجاه ما تعرض ويتعرض له كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن.كانت لها استراتيجيتها تجاه هذه المحن التي تعيشها هذه الدول العربية. انها تركزت علي اهمية وحتمية ان تكون الحلول والتسويات لأزماتها نابعة من المصلحة الوطنية وما تتطلع اليه الشعوب وترضاه وليست المفروضة بالتدخلات الخارجية والمملاة من قوي أجنبية تسعي للسيطرة والهيمنة. ليس خافيا ان هذه القوي استعانت بالارهاب المأجور لخدمة اهدافها واطماعها.. بل انها لجأت أيضا الي التدخل المباشر لتحقيق ما تسعي اليه.
هذا التوجه الوطني القومي تبنته الانظمة الحاكمة في مصر علي مدي العقود الماضية في اطار ايجابية الدور المصري. كان لابد ان يكون هناك رد فعل ايجابي أيضا مدعوم بالمشاعر القومية من جانب هذه الدول ضحايا الربيع العربي الذي نجّا الله مصر من ويلاته وأخطاره. تجلي هذا الرد في مسعي هذه الدول بعد تعافيها من الهجمة الارهابية.. الي طلب الاستعانة بامكانات مصر في عمليات تعمير ما جري تدميره وتخريبه. هذا المسعي شمل العراق الشقيق بعد نجاحه في تطهير اراضيه من رجس »داعش»‬.. وكذلك الشقيقة سوريا التي في طريقها لهزيمة هذا الإرهاب علي اراضيها واستعادة كيان وجودها.. وفي انتظار ان يكون هذا من نصيب ليبيا الشقيقة في القريب العاجل.
هذه المساهمة المصرية والمشاركة تستهدف التعمير واعادة الحياة الي ما دمرته وخربته الصراعات والعمليات الارهابية. إن مصر المحروسة تؤكد دائما انها فاعلة الي جانب شقيقاتها لمساعدتها علي مواجهة وعبور كل ما يتعرض او ينال من أمنها واستقرارها وآمال وتطلعات شعوبها نحو الحياة الحرة الكريمة. ولأن الله لا يضيع عائد الامانة والخير فان ما سوف تقوم به مصر سوف يعود عليها وعلي ابنائها بما يستحقونه. هذا العائد سوف يحل عليها وعلي شعوب هذه الدول المتضررة.. من خلال ما سوف تقوم به الشركات والمؤسسات المصرية التي سيكون لها نصيب من عمليات التعمير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف