الأخبار
جلال دويدار
هـوجائية تصــريحات.. ترامـب ليست في صالح الثورة الإيرانية
كما كان متوقعا فإن ما صدر ويصدر عن الرئيس الامريكي المتهور ترامب من تهليل لثورة الشعب الإيراني علي حكم الملالي وما صاحبه من هجوم علي هذا النظام ما كان أبداً في صالح هذه الثورة التي كان الكثيرون يأملون نجاحها.. إنه لم يستمع الي نصائح المستشارين والعقلاء بالتزام الصمت تجاه هذه الاحداث. جاء ذلك علي أساس ان تدخلات ترامب كانت تمثل اتهاماً غير حقيقي للمتظاهرين الايرانيين بأن تحركهم كان نتيجة تآمر وتحريض أمريكا. إنه يتناسي العداء الشعبي الايراني للسياسات الامريكية المعادية التي تعمل علي محاصرة ايران وتجويع شعبها إلي جانب تحيزها السافر لصالح اسرائيل وآخرها منحها حق اعتبار القدس عاصمة لها.
من المؤكد أن التزام ترامب الصمت والتخلي عن محاولة ركوب موجة الثورة الايرانية.. كان ضروريا لصالح هذه الثورة. إن جهله بمجريات الامور جعله لا يفهم أن حكم الملالي بتدخلاته الخارجية واستشراء الفساد بين قياداته هو ما تسبب في إفقار الدولة الايرانية الغنية بمواردها البترولية.. كان وراء هذه الثورة وليس أي شيء آخر.
إن الخبراء والمتخصصين اشاروا إلي أن هذا الترحيب من جانب ترامب كان له تأثير عكسي علي مسار الثورة وهو ما حدث بالفعل حيث أتاح للنظام الايراني الحاكم مبررات اللجوء الي كل السبل الوحشية لاخمادها. ليس من توصيف لسلوك ترامب سوي انه استهدف تقليد الرئيس السابق أوباما الذي نجح في ركوب ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ في مصر وتبنيه تنصيب جماعة الارهاب الإخواني علي عرش مصر لتنفيذ سياساته ومخططاته لخدمة المصالح الامريكية والصهيونية.
إن ما يجب ان يعلمه الجميع أن ثورة الشعب الإيراني جاءت وليدة اخطاء وانحرافات حكم الملالي وتورطه في ممارسة كل انواع الفساد الذي وصل الي حد الثمالة مما ادي الي تشويه الثورة التي قادها الراحل »خوميني»‬. جري ذلك بعد أن اتخذ اعوانه مساراً خاطئاً بتأثير نشوة نجاح هذه الثورة في اسقاط حكم شاه ايران سنة ١٩٧٩. إنهم تركوا العنان لأهوائهم والجري وراء نهب ثروة الدولة الإيرانية معتقدين ان الدنيا قد دانت لهم. تناسوا وهم في ذورة الاستيلاء والتسلط علي مقدرات الدولة اقتصادياً لصالح منافعهم.
إن عين الله لا تنام وأنه سيأتي اليوم الذي يكتشف الشعب حقيقتهم ويثور حفاظاً علي حقوقه المشروعة.
ليس هناك ما يقال للرئيس ترامب الذي باع العدل والشرعية الدولية والانسانية للأطماع الصهيونية واليهودية.. سوي مطالبته بالكف عن مزاعم تأييده المريب لثورة الشعب الإيراني حيث انه ليس أبداً في صالح هذه الثورة. ما يجب ان يعلمه هذا الرئيس الفاقد لمؤهلات قيادته لدولة القطب الواحد ان هذا الشعب كانت آماله تصبو إلي حياة افضل من وراء إسقاطه لحكم الشاه دون مساعدة أحد.. أنه وفي سبيل تحقيق هذا الهدف من جديد ضد حكم الملالي.. لا يحتاج لمساعدة أو وصية أحد للدفاع عن متطلباته وحقوقه.
ادراكا للأثر السلبي وفي محاولة للتخفيف من التداعيات السلبية لتصريحات وتغريدات ترامب الهوجاء والمتهورة وغير المسئولة قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض.. أن اسقاط النظام الحاكم في إيران هو مسئولية الشعب الإيراني.. وأنه ليس علي المجتمع الدولي سوي التأييد والدعم والتعاطف.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف