الأخبار
نعم الباز
جمال عبدالناصر.. مائة عام من الحضور
حاولت أن أكتب عن عبدالناصر مائة مرة فلم أوفق.. إن الكتابة عن عبدالناصر تحتاج إلي دراسة.. دراسة لهذه الشخصية الطاغية الحضور القوية التواجد بيننا.. هذه الشخصية التي لو لم يكن لها هذه الأحداث ولو لم يكن لها هذه المناسبات المهمة في حياتنا لكانت أكثر تأثيرا فينا وأقول فينا كل علي حدة فكل واحد منا له جمال عبدالناصر خاص به.. فعلا جمال عبدالناصر خاص به فأنا مثلا أتذكر خروجي لتحيته وأرتدي ثوباً جديداً كأنه سوف يراني ويجيبني شخصيا وأكون علي استعداد لتحيته وكنت أنا وصديقاتي نذهب لتحيته ونكون علي »سنجة عشرة»‬ كأنه سوف يرانا واحدة واحدة.. وعاش جمال عبدالناصر أعواماً ومازال كأنه موجود ليس بما فعل فقط ولكن بما يشعل فينا من حماس يجعلنا يشتعل داخلنا الحماس لأي شيء.
ولا أعتقد أنه مرت مائة عام من الحضور فقط فسوف تمر مائة عام أخري وعبدالناصر بيننا يشعل فينا الحماس لأي شيء حتي لو كان من أجل أن نكون حاضرين ومتنبهين لما يحدث حولنا وأن نكون حذرين لكل شيء حتي لا تخفي علينا خافية ولا يغيب عنا شيء.
لقد كان عبدالناصر شديد الحضور لما حوله حتي في البلاد العربية وليس في مصر وحدها. كان حريصا علي كل ما هو عربي دءوبا ومتفتح الذهن والعقل للمنطقة كلها ولم يكن عبدالناصر حريصا علي بلده فقط بل كان حريصا كما قلت علي المنطقة العربية كلها كان مفتوح العين.. مفتوح القلب علي هموم الوطن العربي كله لدرجة أن المصريين أصيبوا بالغيرة عليه ولم يكن عبدالناصر حريصا علي المنطقة كلها من أجل العروبة فقط ولكن من أجل أن يبقي الوطن العربي كله محررا وموطنا للحكمة ومصدرا للحركة الوطنية لكل المنطقة العربية بل ليقول للعالم أجمع: نحن هنا ولن يستطيع أحد أن يمس استقلالنا قيد أنملة.
لقد كان حريصا كل الحرص علي مصريته وعروبته وعاش جمال عبدالناصر لهذا المبدأ وحينما بدأت ليبيا تحررها وقف بجانب القذافي واعتبره ابنه وظل بجانب ليبيا حتي وفاته.
وإن يكن عبدالناصر مات فإن روحه فينا جميعا ونحن إذ نشتاق إلي الوحدة العربية نشتاق لعبدالناصر. ان عبدالناصر أصبح روحا فينا جميعا ولن تظهر إلا إذا توحد الوطن العربي وتحققت أحلام عبدالناصر. وهو أقل ما نقدمه إليه في مئويته التي تحل في الخامس عشر من هذا الشهر.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف