الأخبار
أحمد محيسن
كيف نقضي علي ثقافة الفساد؟ (2)
تعددت وتباينت ألوان العنف في المدارس والممارسات الإجرامية بين الطلاب وما نشهده في مدارسنا هذه الأيام يعد ظاهرة خطيرة من مظاهر الفساد ويجب بحثها ودراستها والوقوف علي أسبابها ووضع الحلول المناسبة لها وعلاجها والقضاء عليها.
الأجيال الجديدة من الطلاب تمردت علي كل شيء.. تمردت علي موروثاتنا من العادات الجميلة والمثل العليا للأخلاق الحميدة فلم نعد نري احترام الصغير للكبير بل نجد العكس.. غضب في الصدور وأصوات عالية ترفض أن يعلو عليها صوت آخر. طلاب المدارس الحكومية يخرجون منها وينتشرون في الشوارع غضباً وصراخاً وضجيجاً وتحرشا بالمارة ويتفاخرون بقول الألفاظ الخارجة وكون بعضهم عصابات للضرب والتعنيف وفرض الإتاوات علي بعض زملائهم الطلاب ويتربصون بالمعلمين خارج أبواب المدرسة وفقدوا احترامهم لكل شيء وكونوا عصابات بلطجة.
كل ذلك أثار حفيظة وغضب أولياء الأمور لاصابتهم بالرعب والفزع لرؤيتهم أبناءهم غارقين في دمائهم بعد عودتهم من المدارس. الممارسات الغريبة التي يقوم بها الطلاب داخل أروقة العلم تدل علي تحول الطلاب إلي جيل جديد من المشاغبين في مدارس الحكومة وأصبحنا نجد فيها حفلات تعذيب وبلطجة وتحرش وتدخين وألفاظ خارجة. أما وزارة التربية والتعليم فتقول إن اللوائح الخاصة بمعاقبة الطلاب المخطئين موجودة ولكن تفعيلها يعتمد علي إدارة المدرسة التي لا تهتم إلا بمرور اليوم الدراسي دون شوشرة. وأين دور الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة؟.. لقد اختفي تماما ولا يتدخل إذا قامت معركة بين التلاميذ وبعضهم البعض ولانه معرض للضرب هو الآخر. أولياء الأمور يشعرون بالخطر تجاه مستقبل ابنائهم متهمين المدارس الحكومية والخاصة بعدم الأمان بالقدر الكافي. التدريس فن وفهم شخصية الطلاب وخلق آلية للتعامل معهم أمر يحتاج إلي موهبة.. فالطلاب يحتاجون إلي من يوجههم في الحياة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف