أقوال مأثورة كنت اسمعها منذ الطفولة .. والدي يردد » إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» .. وأمي تقول: » لسانك حصانك لو صنته صانك »
تعلمت أن الإنصات خير من الثرثرة وأن الصمت خير من الجدال والسفسطة خاصة مع الجهلاء والمدعين المعرفة واصحاب الصوت العالي … لان عثرة القدم اسلم من عثرة اللسان .. وتأكدت ان الصمت هوالعلم الاصعب من علم الكلام بل يصعب احيانا تفسيره .. فهو أفضل جواب لبعض الأسئلة والمواقف .. وقيل قديما ان الصمت اجابة رائعة لا يتقنها الآخرون ! وقال الحكيم لقمان في الصمت لولده : يا ابني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك … وأصبح بالنسبة لي ولأبناء جيلي منهجا يطبقه المعظم …
الآن وبعد نكسة ٢٥ يناير ظهرت فئة من الشباب وما يطلق عليهم النخبة عملهم الرئيسي الكلام والثرثرة والصوت العالي والجدال ! وأطلقوا علي أنفسهم لقب جديد اسمه » النشطاء »!
هجروا كافة مجالات العمل والبناء وأمتهنوا » الكلام » فقط !
وظهر الفيلسوف ..وعالم الذرة .. والخبير الإقتصادي .. والمصلح الاجتماعي .. والضالع في القانون ..والعالم ببواطن الأمور !!! كلام وبس … ثرثرة لا معني لها … غرور مصحوب بجهل واندفاع … بالإضافة الي طولة لسان وعدم احترام الكبير!
ظاهرة مرضية مؤلمة تحتاج الي اكتشاف عقاقير وأدوية علي شكل أقراص اوحقن لتعود بِنَا الي عصر الاتزان وتعلم فن ولغة الصمت التي لا يجدها هذا الجيل المتخبط فالصمت مرحلة من مراحل النضوج الفكري ويعبر عن الحكمة ولكن دايما وابدا تحيا مصر …