الوفد
محمد صلاح
قلم رصاص - الرصاصة لا تزال في جيبي !؟
«أنا الجندى مقاتل محمد صلاح يا افندم»..أرددها دائماً في خاطرى وأنا ادافع عن مصر بقلمى، أرددها دائماً بقلبي وأنا مع خير أجناد الأرض، في مناورة أوخلال وجودى معهم على جبهات القتال في سيناء،أو عند قدوم أسلحة جديدة تضاف لتسليح جيشنا العظيم، أرددها معهم وأنا أقف منبهرآ فى افتتاح مشاريع التنمية التى تم انجازها لوضع مصر على خريطة النمو، ورفع قدرتها الاقتصادية، أرددها وأنا في موقف المدافع بقلبي وقلمي عن استقرارها، من المصير المظلم الذي كان يحاط بها ليضعها تحت امرة الغرب، والتقسيم، أرددها وأنا مسنود بظهرى على أبطال صدقوا ما عاهدوا الله في الحفاظ على تراب هذا الوطن مهما كانت التضحيات.
كنت صغيراً مثل أي طفل أجلس لاشاهد فيلم «الرصاصة لاتزال في جيبي»لأرى الجنود المصريين وهم يعبرون «القنال»، واقتحام خط برليف وهم يصيحون « الله أكبر» وكنت أصيح معهم «الله أكبر»..الله أكبر، كان قلبي ينبض بحب مصر،وانا أرى العلم المصري يرتفع فوق سيناء، والجندي المصري يرفعه وهو يتلقى الرصاص في صدره، ويسقط شهيدا، ويأخذ الراية جنديا آخر يرفع العلم ويقول الله أكبر، الله أكبر، كنت انتشي وانا أرى العلم الإسرائيلي مهلهل وتحت أقدام جنودنا، كنت انتظر انتصارات أكتوبر كل عام لأشاهد الفيلم الذي أشاهده انا حتى الآن على اليوتيوب عندما أعانى ضيقا أو أزمة، لتستريح أعصابي وكأنه بلسماً يغمرنى بالراحة النفسية!؟
نعم تربيت على حب مصر وتراب مصر من خلال هذا الفيلم، والذي ربيت اولادى على مشاهدته منذ طفولتهم، وكانوا يسألونى دائما ماذا تعني قصة الحب بين محمد «محمود ياسين " وفاطمة "نجوى إبراهيم « وكنت أؤكد لهم أن فاطمة ابنة عم محمد هى "مصر "وطننا الغالي التى تعرضت للاغتصاب والقهر، في مشهد يتوازى مع الهزيمة فى ٦٧، و"محمد" ابن عمها هو الجندى المصري الذى قال لها
" انتى حتة منى يافاطمة "وأقسم ان يأخذ بثأرها ممن قهرها، وعندما انتصر في حرب أكتوبر وأعاد لها كرامتها، ولكي يشعرها بالأمان طوال عمرها أكد لها أنه سيبقي الرصاصة في جيبه، ليضعها في صدر أى عدو آخر يحاول أن ياتى للاعتداء عليها.."فاطمة ابنة عمه"وهى "مصر "!؟
أردت من هذا أن أقول..إن الإعلام الهادف هو من يضع مصر الهدف الأول والأسمى له، هو من ينجح في الوصول إلى قلوب المصريين، أما الإعلام الذي يعتمد على «رفاعى»،و"ناصرالدسوقي"ومسلسلات «البورنو» الاجتماعى، وبذاءات «مسرح مصر «التى تسىء للذوق العام وتقاليدنا الاجتماعية، هذا الإعلام لا يبني دولة، بل يهدم أجيالاً قادمة،وأتساءل..أين افلام تضحيات مقاتلونا في سيناء؟ أين افلام المنسي وابانوب والأبطال من الشهداء والمصابين، يا سادة : من يحب مصر ينشغل فقط في بناء جيل يعرف يعني ايه حب الوطن وترابه،انشغلوا فقط في ذلك، واتركوا حماية الوطن لأبطاله من خير أجناد الأرض، و «اطمئنوا» فهم تربوا على عشق تراب هذا الوطن، أما أنا فأقول لمصر اطمئني.. فالرصاصة لا تزال في جيبي!؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف