طارق مراد
اعتذار العميد.. وقائمة القطبين
خطأ كبير وقع فيه العميد حسام حسن المدير الفني لنادي المصري لكرة القدم حينما أقحم الزمالك أثناء حديثه في المؤتمر الصحفي لمباراة السوبر بين الأهلي والمصري بدولة الإمارات الشقيقة والتي انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف لنجمه "المرعب" المغربي وليد أزارو ليتوج المارد الأحمر بطلاً لكأس السوبر للمرة العاشرة.. وكان الأهلي الأفضل والأخطر والأكثر سيطرة وتحكماً في رتم المباراة وصاحب المبادرة الهجومية.. لذلك استحق عن جدارة أن يكون هو البطل للنسخة رقم 15 من عمر هذا الكأس.
المهم أن الكل أجمع علي أن حسام حسن أخطأ في حق نادي الزمالك عندما أقحم اسمه في المؤتمر الصحفي الخاص بلقاء السوبر وكأنه أراد أن يجد لنفسه مبرراً لإخفاقه في الفوز بكأس السوبر والثأر من الأهلي الذي فاز علي المصري بهدفين لهدف في نهائي كأس مصر بالقول إنه خسر اللقاء بهدف وليس كما خسر الزمالك من الأهلي بثلاثية نظيفة.. وهو كلام ومقارنة غير مقنعة ولا مبرر لها.. لذلك كان من الطبيعي أن يتفق الخبراء والجماهير علي لوم العميد حسام حسن لأنه لم يخطئ فقط في حق الزمالك بل وفي حق نفسه.. لأن المؤتمر الصحفي يعقد عقب المباريات ليقوم كل مدرب بتحليل وشرح أسباب خسارته أو فوزه.. عموماً قد يكون ضياع البطولة من حسام حسن سبباً في خروجه عن النص بسبب حزنه وشعوره بأنه كان قريباً من القفز علي اللقب نتيجة لسير المباراة نحو ضربات الحظ الترجيحية.. ولكن كان لوليد أزاروا ماكينة الأهداف الحمراء الجديدة كلام آخر نتيجة لسرعاته الفائقة وقدرته علي التحرك والاختراق في الأماكن الخطيرة داخل وخارج منطقة الجزاء عندما خطف هدف الفوز ببراعة ومهارة عالية بفضل حسن توقعه ونجاحه في الضغط علي حارس مرمي المصري أحمد مسعود وانقضاضه الدائم علي مدافعي المنافسين حتي بات مثل "العفريت" الذي يخشاه المدافعون.
عموماً يستطيع العميد حسام حسن احتواء تلك الأزمة ومصالحة واستعادة ثقة جماهير وإدارة نادي الزمالك بتقديم اعتذار عن هذا السهو.. لأننا نتفق في نفس الوقت أنه لم يكن سييء النية عندما صدر منه هذا الكلام غير المبرر علي الزمالك العملاق أحد قطبي الكرة المصرية لأنه لم يكن مجاله علي الإطلاق.. لذلك وجب علي العميد الاعتذار لغلق ملف هذه الأزمة.
***
تترقب الأندية خلال الأيام القليلة القادمة قيام اتحاد كرة القدم بفتح ملف قائمة الـ 30 لاعباً.. بعد أن بدأت الأندية تشكو من تكدس اللاعبين بها وتطالب بالعودة مرة أخري لقائمة الـ 25 لاعباً اعتباراً من الموسم القادم "2019/2018".. واللافت للنظر نجد أن في مقدمة الأندية التي تطالب بإلغاء قائمة الـ 30 لاعباً هما قطبا الكرة المصرية الزمالك والأهلي.. رغم أنه في وقت سابق كان القطبان من أشد المعارضين لقائمة الـ 25 لاعباً لعدة أسباب أهمها أن مشاركتهما في بطولتي أفريقيا وكذلك البطولة العربية بصفة شبه دائمة بحكم احتكارهما للبطولات المحلية الدوري والكأس بالإضافة إلي أنهما مطالبان أمام جماهيرهما بالمنافسة علي كل البطولات محلياً وأفريقياً وعربياً.. وبالتالي فهما في حاجة ماسة لقائمة الـ 30 حتي يصبح لديهما وفرة كبيرة من اللاعبين تؤهلهم لتعويض أي نقص عددي يحدث في صفوف أي من الفريقين بسبب إجهاد اللاعبين والإصابات نتيجة كثرة المباريات والضغط العصبي والبدني الذي يتعرض له لاعبو الفريقين في ظل الكم الهائل من المباريات التي يشاركان فيها.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه حالياً لماذا تغيرت هذه الرؤية داخل الناديين الكبيرين.. عموماً فإنني أري أن الاتجاه الجديد هو الأصح وقائمة الـ 25 لاعباً في صالح الكرة المصرية ومن شأنها أن ترفع من مستوي وقوة المنافسة في الدوري المصري وبالتالي رفع قيمته التسويقية.. فنحن نري أن قائمة القطبين وباقي الأندية مكدسة بلاعبين لا تشارك طيلة الموسم تقريباً وتظل حبيسة دكة البدلاء وهو ما يتسبب في قتل العديد من المواهب وإصابة الكثير من اللاعبين بالصدأ.. ولو أن تلك المواهب خاصة التي لا تلمس الكرة في القطبين الكبيرين انتشرت في باقي الأندية فمن شأن هذه الخطوة أن تمنح باقي الأندية القوية والإيجابية وتضفي المزيد من الإثارة والمتعة والقوة للكرة المصرية.. وسيكون في النهاية منتخب مصر والجماهير هما الفائز الأكبر بقائمة الـ 25 بعد أن أثبتت التجربة وواقع المسابقات المحلية فشل قائمة الـ 30 لاعباً بسبب "تخزين" الأندية أصحاب القوة الاقتصادية لأغلب المواهب ووضعها علي دكة البدلاء لإضعاف المنافسين..!!