الأخبار
ابراهيم عبد المجيد
إلي إيناس عبد الدايم
أخيرا جاءت الفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة للثقافة. الكل يعرف أنها كانت من أقوي المرشحين من قبل لكن اعتراض السلفيين جعل الحكومة تتراجع في المرة التي كان ترشيحها فيها علي وشك التنفيذ. وبالمناسبة سألني أكثر من صحفي عن موقف السلفيين الآن وكانت إجابتي دعنا نتكلم عن وزارة الثقافة أفضل فالسعودية في طريق الخلاص منهم !!
بلاشك سيطر الجمود والرتابة والصمت علي الوزارة في الفترة الأخيرة. وأنا أعرف أن مشاكل وزارة الثقافة كبيرة جدا ربما يجد الوزير أنه من الأفضل أن يظل كل شيء علي حاله. لكن طبعا هذا موقف يمكن أن يفعله أي شخص. الوزير منصب سياسي قبل أي شيء آخر. بمعني أن بصمته هي في سياسته الجديدة التي تغيِّر من وضع وزارته. أي وزارة. الفنانة إيناس عبد الدايم تعرف هذا جيدا فهي بالإضافة إلي كونها فنانة عالمية وأستاذة في الموسيقي علي صلة طيبة بالثقافة المصرية وتعرف قيمة الثقافة والمثقفين ، تعرف قيمة مايسمونه بالقوة الناعمة. وأجد من الطبيعي بعد أن أتقدم إليها بالتهنئة أن أناقش بعض الأمور. من خلال متابعتي للوزارة أجد أن أكبر مشكلة للوزارة هي ضعف الإمكانات المادية بعد فصل وزارة الآثار عنها. والنسبة الأكبر من ميزانية الوزارة تذهب أجورا للموظفين. القانون لا يمنع أبدا وزارة الثقافة أن تلجأ إلي المجتمع الأهلي للتبرعات أو لكفالات بعض الأنشطة لكن هذا غائب تماما عن قطاعات مثل المسرح والنشر وطبعا السينما التي خرجت الدولة منها ولم يعد لوزارة الثقافة من دور غير تقديم دعم مالي لعدد من الأفلام تُختار ضمن مسابقة يتقدم إليها المنتجون للمركز القومي للسينما. هذه الأموال لا تزيد علي عشرين مليون جنيه في العام إلا نادرا وهذا مبلغ لايكفي دعما لفيلم واحد فمابالك والدعم يتوزع علي عدد من الأفلام قد تصل إلي العشرة. الأمر نفسه في المسرح. فنحن لانري كفالة من أي جهة أهلية للمسرحيات المقدمة ومن ثم يمكن أن يمر وقت بلا عمل بين مسرحية وأخري علي المسرح نفسه. لابد من فتح الطريق أمام المجتمع الأهلي للمساهمة. هذه ليست مسألة صعبة بل ستفتح وزارة الثقافة علي الدنيا. هذه واحدة. الثانية وهي المهمة جدا هي كم مسئولا عن قطاع في وزارة الثقافة يتم تغييره مع كل وزير أو أثناء وجود الوزير نفسه ؟ لقد ضربت من قبل هنا مثالا علي الهيئة العامة لقصورالثقافة التي شهدت أكثر من خمس رؤساء في سنوات حلمي النمنم القصيرة ولو بحثنا سنجد أن ذلك حدث في كل القطاعات أثناء وجود حلمي النمنم أو قبله. سأضرب مثلا آخر شديد الأهمية وهو المجلس الأعلي للثقافة. كم أمينا لهذا المجلس في السبع سنوات السابقة؟. خمسة أو ستة يتم تغييرهم مع الوزراء أو خلال الوزارة. خذ عندك. الكاتب عز الدين شكري فشير. الدكتور سعيد توفيق. الدكتور محمد أبو الفضل بدران. الدكتورة كاميليا صبحي. الدكتورة أمل الصبان. الدكتور شاكر عبد الحميد. الدكتور حاتم ربيع وبينهم البعض تسيير أعمال مثل الدكتور هيثم الحاج علي. وهذا المجلس الأعلي ياسادة هو من أهم قطاعات الوزارة إن لم يكن أهمها فبه غير قسم النشر إدارة للمؤتمرات بها إطلالة مصر علي العالم وإطلالة العالم علي مصر. طيب كيف كان يعمل المجلس طوال هذه السنوات رغم هذه التغيرات ، لسبب يعرفه الجميع أن به شخصا رائعا اسمه وائل حسين شلبي- هو بالمناسبة من يدير وحدة المؤتمرات- وائل حسين شلبي كان دائما هو الأبرز في القيام بكل الأعمال رغم تغيير الرؤساء والوزراء وهومثقف ذو خبرة كبيرة فقبل عام 2011 كان هو المشرف الفني في الأكاديمية المصرية في روما. ثم حين جاء إلي مصر صار مديرا لمكتب الوزير عماد أبوغازي. وكل هؤلاء الذين تغيروا علي المركز ووائل حسين شلبي العنصر الأكثر فاعلية ولا يستطيع أي منهم أن يقول إنه لم يعتمد عليه فإذا نظرنا إلي وائل كمثقف أيضا وشخص محبوب من الناس جميعا وعلي علاقة طيبة بالمثقفين في مصر وخارجها فالسؤال هو متي سيكون أمينا لهذا المجلس ولماذا لابد أن يكون الأمين دكتورا جامعيا يأتي ويتعلم من وائل أو غيره كيف يكون العمل. أنا أضرب بوائل كمثال ولابد أن الدكتورة إيناس ستعرف مثله في كل مكان وأتمني لو تعتمد علي مثل هذه العقول والشخصيات الصادقة التي هي بنت المكان وكانت دائما سبب نجاحه. هم علي الأقل أصدق من سيشيرون عليها لأنهم لا يتدخلون في صراعات المثقفين والكتاب الشخصية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف