أخيراً وبعد طول معاناة وانتظار بأن ينعم الله بالهداية علي المسئولين المنوط بهم حل أزمة القطن والنسيج المتواصلة منذ سنوات وسنوات.. جاء الفرج متمثلا في الاعلان عن التحرك نحو هذا الهدف. لحل هذه الازمة التي راح ضحية تفاقمها الملايين من الفلاحين العاملين في زراعة القطن وكذلك عمال مصانع النسيج التي تعطل معظمها.. كانت النتيجة. خسارة فادحة لسمعة القطن المصري وشهرته العالمية علاوة علي ما لحق بالاقتصاد القومي.
كانت البداية وبتشجيع من الحكومة تحرك الشركة القابضة للغزل والنسيج التي تملك معظم الشركات المتخصصة الكبري.. لاعادة هيكلة اداراتها في اتجاه اصلاح احوالها الفنية والادارية. شملت هذه الدراسة التي مازالت مستمرة.. تحديد احتياجات هذه الشركات كي تكون منتجاتها قادرة علي المنافسة كماً وجودة وسعراً. كانت هذه الخطوة ضرورية لانقاذ هذه الشركات والصناعة النسجية علي السواء علاوة علي انتشال مئات الآلاف من العمال من البطالة والتشريد وكله لصالح اقتصادنا القومي.
وفي صحوة طال انتظارها علي المستوي الاقتصادي والشعبي جاءت تدخلات القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل المضي في تنفيذ خطة فعالة وجدية لصالح انقاذ هذا القطاع التاريخي. هذه المبادرة من جانب القيادة السياسية كانت استجابة لمطالب الفلاحين والمصنعين والعمال الذين كانوا يعتبرون موسم القطن وجنيه مناسبة لقضاء حوائجهم المادية والاجتماعية. هذه الفترة كانت تعد عيداً وفرحة يجسدها مشاركة تلاميذ المدارس والشباب وقطاعات كبيرة من مجتمع الفلاحين في جني المحصول وتقاضي اجوراً تساعدهم في حاجاتهم المعيشية.
برنامج الانقاذ يتضمن زيادة الأرض المخصصة لزراعته وما يرتبط بها من صناعات غزل ونسيج وملابس جاهزة يمارسها مئات الالاف من المصريين سواء في عملية التصنيع او التجارة او التصدير. وباعتبار ان وزارة الزراعة لها دور اساسي في اعادة الحياة لهذا المحصول الزراعي الاستراتيجي.. فقد تعهد بهذه المهمة بصورة فاعلة الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة ومعه لجنة تضم بعض الوزراء المعنيين.. تركز محور استراتيجية العمل.. علي أساس التوسع في اراضي زراعة هذا المحصول والرقي بنوعية البذور. انها تستهدف ايضا تشجيع الزراع للاقبال والعودة الي زراعته مرة أخري.. وفقاً للطرق الحديثة التي تم وسيتم توفيرها لهم.
في نفس الوقت قررت الدولة اعتماد عدة مليارات من الجنيهات لعملية اصلاح المنظومة وتحديث وتطوير المصانع وتزويدها بالآلات والاجهزة الحديثة ذات الانتاج الكثيف والجودة العالية.
في هذا الاطار جاءت التصريحات الايجابية للدكتور أحمد مصطفي رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج علي هامش مشاركته في أكبر معرض للمفروشات المقام حالياً في فرانكفورت. قال إنه تم اعتماد ١٫٢ مليار دولار لشراء ٨٢٠ ماكينة غزل ونسيج حديثة لتزويد المصانع بها لانتاج ٢٥ الف متر نسيج يومياً. اضاف بأنه سيتم في الاسبوع المقبل الاعلان ايضاً عن توريد ٧٢ نولاً حديثاً لإنتاج المفروشات.
ليس من تعليق علي كل هذه الاخبار السعيدة.. سوي أن نردد.. يا بركة الله. إن هذا الذي يحدث يمثل إنجازاً هائلاً علي طريق النهوض والازدهار الاقتصادي وربنا يكملها علي خير بإذن الله تعالي.