الأهرام
مسعود الحناوى
النصب .. بسابق معرفة !
أصبحنا نعيش فى عالم غريب .. عالم تحكمه المصالح والمؤامرات والنصب فى كل شيء .. ليس على صعيد الدول فحسب ولكن أيضا على مستوى الأفراد والجماعات !!

ظاهرة غريبة تكررت معى كثيرا فى الفترة الأخيرة .. يدق جرس المحمول .. أرد لأجد على الطرف شخصاً يذكرنى بنفسه وأنه زميل أو جار قديم .. ويبدأ فى كيل قصائد المدح والاستحسان لما أكتبه وبأنه يتابع مقالاتى على مدى أعوام من مقر إقامته فى المهجر ومعجب بها ,ويريها لزوجته وأبنائه ويقول لهم إنها لزميله ورفيق كفاحه الذى أبعدته الغربة والإقامة فى الخارج !!

وأمام فيض المشاعر والأحاسيس ,وميل النفس البشرية لتصديق كلمات الإطراء والإعجاب ,وطول الفترة الزمنية التى يتحدث عنها وزحام الحياة ,وتقدم العمر مع هجوم بوادر مرض الزهايمر تخجل أن تصدمه بأنك لا تتذكره .. فتجيبه مضطرا بترحيب وامتنان .. لتفاجأ به ينقض عليك فى أقل من ثانية بطلب أو واسطة تعرفها لقضاء مصلحة له أو لأحد أقاربه ومعارفه !!

أسلوب غريب ومريب أصبح يمثل لى ظاهرة فى الفترة الأخيرة وأنا لا أشغل منصباً مرموقا ولا جاها ولا سلطانا.. فما بال أصحاب السعادة والمعالى والمقام الرفيع, والوزراء والمحافظين ورؤساء مجالس الإدارات ؟!!

هل يرجع السبب لأن الواسطة والمحسوبية أصبحتا هما الوسيلة الأساسية لقضاء حاجات الناس الآن ؟! أم لأن البعض يحترفون هذه الطريقة ويرونها مؤثرة ومضمونة ؟!!

لا شك أن هناك خللا ما فى المجتمع يجعل كثيرين يلجأون إلى حيل بعينها للحصول على حقوقهم أو تحقيق ميزات لذويهم .. ورغم أن مثل هذه الأساليب كانت موجودة فى الماضى فإنها سادت وانتشرت كثيرا فى الفترة الأخيرة .. وإلا لما لجأ كثيرون لشخص فقير متواضع مثلى ..يريد من يعينه على كثير من الأمور المستعصية فى مصرنا العميقة ..ولا يلجأ إلا للذى بيده ملكوت السموات والأرض..مهما خربت النفوس ..واعوجت فى بلادنا الأمور.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف