المساء
محمد فودة
من الواقع .. ومحافظ يرتشي!!! مرة أخري نقولها: إنهم.. لا يتعظون!!!
لم يمض سوي أسبوع واحد علي المقال الذي كتبته في هذا المكان بعنوان "إنهم لا يتعظون".. وقلت فيه "إن الفساد لن ينتهي ما دام المتورطون فيه لا يقرأون.. وإن قرأوا لا يتعظون"!!
سبق أن ألقي القبض علي وزير الزراعة الأسبق د.صلاح هلال بتهمة الرشوة وحكم عليه بالسجن. كما ألقي القبض علي نائبة محافظ الإسكندرية بنفس التهمة ومازالت قيد المحاكمة.
وبالأمس القريب ألقي القبض علي عميد إحدي الكليات في جامعة إقليمية وطالبة في الدراسات العليا لأنه سرب إليها امتحان مادة التي كان يقوم بتدريسها.. ثم ألقي القبض علي رئيس مجلس إدارة شركة النصر للتعدين بأسوان ومعه المستشار التجاري السابق بالشركة بتهمة الرشوة.. ومازالت البقية تأتي.
أمس الأول فقط ألقي القبض علي الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية واثنين من رجال الأعمال في مقر استراحة المحافظ بشبين الكوم بعد ثبوت تورطهم في قضايا فساد وحصول المحافظ علي رشوة قدرها مليونا جنيه مقابل تخصيص قطعة أرض لأحد رجلي الأعمال ويدعي "رضا. ح" في مدينة السادات ثمنها 20 مليون جنيه.
ذكرت جريدة "المساء" أمس أن رجال الرقابة الإدارية رصدوا المتهمين. وسجلوا المكالمات الهاتفية بين المحافظ واثنين من رجال الأعمال وبعد جمع الأدلة وتوثيقها ألقوا القبض عليهم.. وتمكنت الرقابة الإدارية من الكشف عن العديد من وقائع الفساد المتورط فيها محافظ المنوفية وسيتم مواجهته بها خلال التحقيقات التي ستجريها معه النيابة.
كانت بعض المصادر قد رددت أنه تم القبض علي محافظ المنوفية بمحلات كارفور الإسكندرية الصحراوي لتخصيصه قطعة أرض لأحد رجال الأعمال وبحوزته 2 مليون جنيه.. كما تم القبض علي اثنين من رجال الأعمال معه.. وجاء ذلك عقب بلاغ مقدم من أحد العاملين السابقين بديوان عام المحافظة.
إن القبض علي محافظ المنوفية يكشف عن قضايا فساد كبيرة يتورط فيها وزراء ومحافظون ونواب محافظين ورئيس إحدي الشركات وغيرهم مما يستدعينا أن نوجه سؤالاً لكل منهم:
ألم تكفكم مرتباتكم الكبيرة والمزايا الكثيرة الأخري التي تحصلون عليها بحكم مناصبكم والأبهة التي تعيشون فيها من سيارات ومكاتب فخمة ومديري مكاتب وتسلطكم بقراراتكم علي العاملين معكم.. ثم لا تكتفون بذلك. بل تمدون أيديكم لتقبل رشوة من رجال الأعمال مقابل الإخلال بوظيفتكم التي أئتمنكم عليها الوطن؟!
إذا كنا لا نعذر صغار الموظفين عندما يقبلون رشوة من مواطن في سبيل تسهيل طلبه المشروع نتيجة للتعقيدات الروتينية بقيمة عشرين أو ثلاثين جنيهاً ونلوم هذا الموظف لأنه قبل مالاً لا يستحقه مقابل خدمته المفروضة عليه. ونطالب الحكومة بتيسير الإجراءات حتي لا نقع فريسة لهذا الموظف فلماذا لا تقنعون أنتم يا كبار المسئولين بالمزايا التي تحصلون عليها وتمدون أياديكم طلباً للرشوة؟!
النتيجة معروفة لكم ولمن سبقوكم وهي السجن جزاء ما فعلتموه. ولن تتمتعوا بالرشاوي التي كنتم تظنون أنكم ستأخذونها.. وسيكون مصيركم حجرة مظلمة تقضون فيها لياليكم وأيامكم.. و"كل نفس بما كسبت رهينة"!!
ونقولها مرة أخري: إنهم.. لا يقرأون.. ولو قرأوا لا يعقلون ولا يتعظون" قال تعالي: "إنك لا تسمع الموتي ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون" صدق الله العظيم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف