الأهرام
عادل صبرى
صعيدى رايح ومش جاى!
«مش عايز الصعايدة فى القاهرة.. ونفسى يركبوا القطار ويرجعوا تانى» قالها اللواء أبو بكر الجندى، وزير التنمية المحلية الجديد، بعد توليه مقعد الوزارة بساعات، مطالبا بتوفير مشروعات صناعية كبيرة وفرص عمل حقيقية حتى يعودوا للصعيد تاركين القاهرة لأهلها.
التصريحات ظاهرها منطقى وسليم تماما، ولكن سكان الصعيد تركوه ليس للرغبة فى المعيشة وسط زحام القاهرة وارتفاع أسعارها وصعوبة مواصلاتها ونظرة السخرية التى يرونها فى عيون أبناء القاهرة عندما يستمعون للهجة الصعيدى مع تذكيرهم دائما بابن عمهم الذى اشترى الترام والعتبة الخضراء، مع سماع نكت بدايتها «مرة واحد صعيدى» ولكن الصعايدة جاءوا للقاهرة بعد حرمانهم من المشروعات والخدمات والأهم من كل ذلك قلة موارد العيش وفرص العمل الحقيقية والكريمة.

لقد شبعنا من وعود حكومة ورا حكومة بتنمية الصعيد وتوفير فرص عمل ولكن بمرور الوقت تجد التصريحات أصبحت سرابا، ويكفى أن تنظر فى وجه أى صعيدى فقير لترى مدى سعادته وفخره وهو يقول «أنا نازل مصر» فهم يرون القاهرة هى بمنزلة مصر كلها، ليبدأ بمجرد نزوله رحلة النحت فى الصخر من أجل لقمة العيش.

سيادة الوزير الفكرة سديدة ولكن يجب تنفيذ هذه المشروعات أولا وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة وستجد أبناء الصعيد يتصارعون على ركوب القطار والعودة لبلادهم تاركين القاهرة منورة بأهلها. وعندما تكتمل هذه المشروعات وتظهر للنور ستكتشف أن «الصعايدة أحسن ناس وأرجل ناس وأحسن ستات» كما قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف