الأهرام
مكرم محمد احمد
رسائل وبشارات أمل من مدينة السادات!
شكرا للرئيس عبدالفتاح السيسى أن منحنا هذا اليوم الرائع فى مدينة السادات لنعرف أننا نقدر بالفعل كمصريين على تحقيق هذا الإنجاز الضخم، الذى جعل من موقع صحراوى على حافة محافظة المنوفية ـ أقدم أراضى الدلتا ـ واحدا من أهم مراكز وقلاع الصناعة المصرية، ونشهد على أرض مساحتها 2٫4 مليون متر الجهد الضخم الذى بذله المصريون فى المكان ليكون لدينا مثل هذه المنشأة الجبارة (مصنع بشاى للصلب)، إلى جوارها عدد كبير من المنشآت الصناعية المتنوعة الإنتاج من الصلب والحديد إلى الصناعات الهندسية والكيماوية والغذائية، يصل عائدها السنوى إلى 24 مليار جنيه، صاغت من فلاحى الدلتا الذين يعملون بالفأس والغلق صناعا مهرة يقفون على أفران صهر الحديد، وعلى أكثر وسائل تكنولوجيا الإنتاج تعقيدا ليقدموا إنتاجهم للعالم أجمع . شكرا للذين رتبوا هذه الزيارة يوم القبض على محافظ الإقليم ليعرف الجميع أن لا مكان ولا حماية ولا وجود للفاسدين لأن الفساد نقيض التنمية وعدوها، يأكل عائدا أولا بأول لتذهب فى كروش متخمة بالمال الحرام .

شكرا لكل من ساعد على وصول هذا الإنجاز الضخم لكل بيت مصرى يعرف الآن أن مصر نجحت فى غضون ثلاث سنوات فى علاج أكثـر مـن مليون ونصف المليون مواطن من وباء الكبد الوبائى (فيروس سى)، الذى وصلت نسبة الإصابة به إلى أكثر من 15% فى قرى الريف المصرى، لأن مصر قللت كلفة تصنيع وبيع الدواء إلى حدود 80 دولارا فى المتوسط للمريض وهى فى الخارج ثمانون ألف دولار، تجربة إنسانية فريدة يكاد يصل إعجازها إلى حرب أكتوبر، وشكرا لكل من أنجز حجرا فى جامعة زويل للأبحاث العلمية التى تكلفت مرحلة بنائها وتجهيزها الأولى ــ وشملت كل المعامل والأجهزة ومعدات البحث العلمى ــ مليارا ونصف المليار جنيه، لكن المدينة التى فتحت أبوابها لحلم مصرى عظيم بالتقدم لاتزال تحتاج إلى مليار ونصف المليار جنيه كى تصبح بوابة مصر للابتكار والبحث والتقدم العلمى لا تملك منها الخزانة المصرية مليارا واحدا! وإذا كانت هناك فرصة فى أن يكون لدينا خلال 7 سنوات أكبر مدينة لإنتاج الغزل والنسيج والملابس الجاهزة فى العالم تضم 526 مصنعا تمثل نقلة نوعية فى صناعة النسيج المصرى، فهل من حق الرئيس السيسى أن يسأل المصريين إن كان فى وسعهم أن يختصروا السنوات السبع إلى ثلاث مع المحافظة على الجودة والإتقان، وأظن أن المجتمع المصرى قادر بمؤسساته وأفراده على أن يقدم الإجابة الصحيحة لهذا السؤال كى يسد شبق الإنسان المصرى واحتياجه إلى أن يعوض ما فاته. وأظن أنه كان من حق الرئيس السيسى أن يفاجئنا أمس بسؤاله الصعب ونحن نشهد معه عملية افتتاح كليات جديدة وأندية وملاعب ضخمة فى الجزيرة وربط القاهرة وبورسعيد والإسكندرية تكاد تكون مُدنا رياضية مكتملة ومستشفيات حكومية مجددة تضم الآن أحدث أجهزة التشخيص الطبى وأغلاها ثمنا فى العالم، ما هو مصير ما أنجزناه ؟! وهل نصونه ونجدده ونحميه من التآكل والتقادم كما تركنا مصانع عبدالناصر إرثاً لا صاحب له، تتآكل دون صيانة أو تجديد أو إصلاح وتعمير إلى أن تتقادم أو تبلى أو تصبح مجرد عبء لأن تكلفة إنتاجها باتت باهظة تفـوق كثيراً قيمة المستـورد الأقل كلفة والأكثر إتقاناً وكفاءة ؟!، وهذا ما حدث فى صناعة سكر القصب الذى تقادمت مصانعه لتصبح تكلفة استيراد السكر من الخارج أقل 20% من السعر المحلى، يحدث ذلك لأننا لا نتابع ولا نسأل ولا نصون شيئا ولم نكن نعاقب أحدا إلى أن أفاقت الرقابة الإدارية إلى دورها المتكامل الراهن أن تعاقب وتثيب.

رسائل كثيرة خرجت من مدينة السادات أمس تحمل شجون شعب يستعيد وعيه المفقود مع بشارات أمل عظيم بمستقبل زاهر تجسد فى هذا الإنجاز الحقيقى الذى تم خلال 4 سنوات، لكن أخطر رسائل الرئيس السيسى وأهمها أمس، رسالته إلى الإعلام المصرى بأن يكف عن أن يكون مجرد أصوات نابحة، لماذا نسُب الشعب السودانى أخوالنا وأصهارنا، جيرة الأبد والنيل، ولماذا نسُب أى شعب عربى شقيق ردا على حاكم عربى أساء إلى مصر والمصريين ؟!، أخشى أن أقول إننا نحقق أهداف عمر البشير العقائدى الأيديولوجى الذى أضر بعلاقات وادى النيل كما لم يفعل أحد من قبل ومزقها إربا،، فهل يجـوز ذلك؟! أن نشتم شعب السودان أو أى شعب عربى أمر لا يصح ولن يكون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف