الأخبار
كرم جبر
٢٥ يناير و « أهل الصبر »!
إنها مصر
جرعة تفاؤل، لأن الشعوب المحبطة لا تجيد فن صناعة الحياة، ومن يحشرون أنفسهم في كهوف اليأس يهددون المستقبل، وثروة مصر الحقيقية في شعبها، وقدرته علي التحدي والصمود، وبشيء من الصبر والأمل والتفاؤل، تصل البلاد إلي محطة الأمان، وتضع أقدامها علي معالم دولة عصرية حديثة، توفر فرص الحياة الكريمة التي يحلم بها »أهل الصبر»‬، ليصمدوا أمام أدعياء التشاؤم، الذين تتسلل عدواهم لبعض الفضائيات ووسائل الإعلام، فتصيب الناس بأعراض أشبه بما يفعله فيروس الأنفلونزا في الشتاء.
سبب هذا الكلام أن ذكري 25 يناير تقترب، في ظروف تختلف عن السنوات السابقة، ويتهيأ فيها المصريون لانتخاب الرئيس، وتجديد التفويض لاستكمال معركة البناء والتنمية، وترسيخ الاصطفاف ولم الشمل، وتطهير كل شبر من دنس الإرهاب، وقطع رقاب الدمي القبيحة التي تتآمر علي البلاد، ولا تتورع في استخدام أقذر الوسائل، للإضرار بمصر وإيذاء شعبها.
التفاؤل.. لأن مصر تشهد الآن مشروعات غير مسبوقة في تاريخها، وليست مجرد أمان وأغان وشعارات، بل إنجازات علي أرض الواقع، تجعلنا أحياناً نقول »‬داري علي شمعتك»، ورغم المعاناة والغلاء والظروف المعيشية، تولدت لدي المصريين عزيمة استكمال المشوار، وعدم العودة إلي الجانب المظلم من 25 يناير، حين تعطلت عجلة الإنتاج وتوقفت الاستثمارات، وأصيب الاقتصاد الوطني بطعنات غادرة، هبطت بمعدلات النمو إلي الصفر، فانتشرت البطالة وزادت معدلات الفقر، وانفلت عيار الأسعار.
يناير هذا العام جاء مبشراً، ونزداد تفاؤلاً إذا نجحت البلاد في إدارة انتخابات رئاسية، وفقاً للمعايير الدولية في إتاحة الفرص لكافة المرشحين، وإعلان حالة التأهب القصوي، لإعلاء الشفافية والنزاهة والدعاية النظيفة، التي لا تطعن ولا تخدش ولا تسفه، وأن تنعكس الصورة المضيئة في وسائل الإعلام الدولية والمحلية، ليشهد العدو قبل الصديق، أن الدولة المحترمة، أفرزت انتخابات محترمة.
يناير هذا العام »‬محطة التقاء» لحدث سعيد انتظرناه طويلاً بدأ في أكتوبر الماضي، حين توِّج محمد صلاح ورفاقه الأشداء، ووصلوا ببلدهم إلي كأس العالم، وتصدر القارة الأفريقية، وصنعوا السعادة والبهجة وأصلحوا مزاج الشباب وعلت الفرحة، حطموا أسطورة »‬التمثيل المشرف» في موسكو، بعد 28 سنة من الإحباط، وأثبتوا، أن الانتصارات لا تأتي فرادي.
الانتصارات توحدنا، وتلتف قلوب الأطفال والشيوخ والنساء حول علم مصر، وتخرج المظاهرات في الشوارع تهتف »‬مصر.. مصر»، لا تحرق ولا تخرِّب ولكن لتحتفل وتفرح، والسعادة لا يستحقها إلا من يريدها مخلصاً.
في رقبتنا عدم الإساءة لمصر، والابتعاد عن ترديد شائعات وانتقادات علي غير الحقيقة، تضر مصالحها وتضرب اقتصادها، فلا أحد يريد تزييف الواقع وتجميله وأيضاً عدم تشويهه وتلويثه، ليس مطلوباً من أحد أن »‬يغني»، لأن مصر »‬ دائماً » تجد نفسها في أرواح مقاتليها، لا في حناجر مغنيها.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف