الأخبار
علاء عبد الوهاب
الطفل المعجزة!
لا نستبق حكم القضاء، ولكن نحاول تسليط الضوء علي بعض جذور ما انفضح في المنوفية، بإلقاء القبض علي محافظها بتهم الفساد.
تأمل مسار هشام عبدالباسط ينفي أي مفاجأة لانكشاف حقيقته.. أب تحيط به الشبهات، يؤهل ابنه منذ كان صبيا لأن يكون فاسدا محترفا، يعينه بالاعدادية ضمن نسبة المعاقين وهو المعاف، طبعا للمحسوبية دورها الواضح، يتقرب من الرجل الكبير في محافظته (المنيا)، يدخل قلب المحافظ، يحتضنه لانه اصبح عينا له، يتآمر علي رئيسه المباشر، ثم يقفز علي مقعده، تتوالي التقارير متهمة إياه بالفساد رغم انه يرأس الإدارة التي تكافحه!
وعندما زكمت رائحته الأنوف، يخف الرجل الكبير الذي أصبح محافظا للمنوفية لنجدته، فيعود لاحضانه، ومن جديد يبدأ ماراثون الصعود، ولانه يعرف طريقه جيدا، لا يتورع عن »ضرب»‬ شهادة جامعية، وتزوير دكتوراه من بريطانيا، وفجأة يصبح من بين أصغر من شغلوا موقع المحافظ!
أي قوة تلك التي منعت توقيع العقاب عليه رغم فساده من أول المشوار؟ وكم يدا متدت لتحميه دون أي منطق أو وازع من ضمير؟
الطفل المعجزة الذي كانت رحلته للصعود عبارة عن قفزات متوالية، لم يصنع وحده ما وصل إليه، لكن هناك كثيرين حموه، ثم كانت تحت يديه سلطات بلا حدود، ولا رقيب عليه، والخطأ هنا في النظام لا الاشخاص.
لا شك أن من بين شبابنا من يجتهد، ومن حقه علينا دعمه وتشجيعه، ولكن يوجد أيضا الذي نبت منبت سوء، واحاطت به الشبهات مبكرة، بل وتورط في الفساد حتي أصبح معجونا به، ثم يصبح - رغم كل ذلك- طفلا معجزة، عجبي!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف