يخطئ من يعتقد أن مصر يمكن أن تفكر يوما ما فى القيام بحرب أو حتى إلحاق الأذى بالسودانيين، فمصر والسودان «ايد واحدة» وعلى مدار التاريخ شعب واحد ودم واحد وتاريخ واحد، فمصر هى السودان والسودان هى مصر, ومن العبث أن يتوهم واهم أو يتخيل عدو أن مصر تفكر يوما فى ضرب السودان، وما يحدث الآن من خلافات عارضة سيزول إذا حكم الطرفان العقل واسترجعا ما كان عليه الوضع فى البلدين منذ آلاف السنين وحتى وقت قريب. ما يحدث على الساحة العربية حاليا هو جزء من خطة ممنهجة لفصل الدول العربية وإضعافها، وما يحدث بين مصر والسودان هو مجرد حلقة بسيطة من حلقات المنظومة الغربية الأمريكية الإسرائيلية التابعة للصهيونية العالمية ليس لتفكيك السودان ومصر فحسب بل لتفكيك المنطقة العربية بشكل عام، وعلى القادة بالدول العربية أن يدركوا حجم المؤامرة التى تحاك بهم لجعلهم الوسيلة التى بها يمكن أن يحقق الغرب مأربه لتحقيق الحلم الإسرائيلى التوسعى فى المنطقة حتى تسود إسرائيل ويكون لها الكلمة الأولى فى المنطقة، وعلى الشعوب العربية أيضا أن تدرك أن اللعبة أكبر بكثير من كونها مجرد خلافات تحت مسمى حلايب أو شلاتين. والخطة الأمريكية جاهزة لزرع الفتنة فى المنطقة لتحقيق الأهداف الإسرائيلية وتوسعها خارج الحدود التى عليها الآن. والحقيقة التى لا تقبل نقاشا أن مصر حكومة وشعبا لا يمكن أن تفكر يوما ما فى ضرب السودان أو إلحاق الضرر بالأشقاء السودانيين، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ يومين بالمنوفية عند زيارته مدينة السادات فإن مصر لا يمكن أن تتآمر على أحد ولن تحارب أشقاءها أبدا.