أشرف السويسى
«كلام جرايد».. الأسرَّة الموسيقية
على طريقة لعبة الكراسى الموسيقية الشهيرة، وجد المريض الشاب نفسه مطرودا خارج مستشفى الصدر بالعباسية، ليستضيف مريضا آخر، المريض يبلغ من العمر 23 عاما كما ذكرت صحيفة "الأخبار" ويعانى فى هذه السن المبكرة نسبيا من الدرن (السل) والسكرى معًا، ونتيجة حجزه فى غرفة تغص بالمرضى تراكمت عليه العديد من الأمراض المعدية، ووافق أخيرا مدير المستشفى على نقله إلى عنبر اقتصادى بمقابل مادي، لكن فرحته لم تدم طويلا فقد فوجئ بقرار طرده من المستشفى بعد أسبوعين بحجة أن السرير مطلوب لمريض آخر، مما يهدد أسرته جميعًا بانتقال المرض إليهم.
تخيل ونحن فى ظل إنجازات عملاقة ومشروعات كبرى وشبكات طرق ومزارع سمك، ما زال لدينا مثل هذه المشكلات فى قطاع حيوى ومهم مثل الصحة، وأخيه التوأم قطاع التعليم، وهما معيار جودة الإنجازات وقيمتها، وبدونهما لا قيمة لأية إنجازات. نحتاج فى مشكلتنا هذه إلى فرقة "حسب الله التقليدية الشهيرة" والتى تتميز بالآلات النحاسية "والنفخ" لا مؤاخذه، فى كل مستشفى ليس من أجل أحدث أنواع، وهو العلاج بالموسيقى لكمال الاستشفاء، وإنما للعزف للمرضى موسيقى حماسية لإيقاع الجلوس على السُّرُر، كما فى برامج الترفيه والتسلية وفى الرحلات فى اللعبة الشهيرة، الكراسى الموسيقية، والمريض الذى يجلس سريعا مع انتهاء الموسيقى يصبح السرير من حقه حتى موعد العملية مع باقى فترة الاستشفاء والتمريض.
ونشرت "الوفد" خبرًا فى حوادثها عن ضبط 120 طربة حشيش مع عاطلين بمطروح، (والجميل أن الحشيش اسمه عيالى شوية وهو "بسكوتة") ومعهما 12 ألف جنيه نقدًا وسيارتا ملاكى دفع رباعى واعترف المتهمان بالاتجار فيهما وأنهما استخدما التليفونات المضبوطة فى الاتصال بالعملاء.. وأعتقد أنهما كانا ينصحان تاجر التجزئة (الديلر) بتوجيه الزبون الذى يحصل على قطعة "بسكوتة" بأن يغمسها فى شاى.. كما أقترح على "تنفيذ الأحكام وإدارة السجون" عدم وضع أصحاب البسكوتة فى عنبر البالغين، رغم أن عمريهما يطابق القانون، إلا أن ذلك من أجل "بسكوتة" فيجب إيداعهما فى "إصلاحية أحداث" مع توفير كمية من ترامس الشاى لكى يغمسوا فيها الكمية المضبوطة والتى لا يمكن تحريزها قانونيا، كما يحدث مع باقى أنواع الصنف وإنما توزيعها على السوبر ماركت. ومن البسكوتة "الهبو" إلى حوادث "الأخبار المسائي" التى ورد بها أن صاحب محل ملابس أشعل النار فى شقة "حماه" بمنطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور لوجود خلافات عائلية بينهما، مما أسفر عن احتراق محتويات إحدى غرف البيت دون إصابات، وتمكنت المباحث من القبض على المتهم وتمت السيطرة على الحريق، واتهم صاحب الشقة زوج كريمته بحرق الشقة بسبب رغبته فى الانفصال عن ابنته والتهرب فى ذات الوقت من سداد "قائمة المنقولات"، وكشفت التحريات عن أن المتهم حضر ومعه جركن مادة بترولية وسكب وأشعل النار وهرب..
وإلى متى يظل مجتمعنا يمارس هذه السادية ويفسدون هذا الرباط المقدس بتلك الشيكات الضد وإيصالات الأمانة التى تنهى العلاقة بطلاق وقضايا شيكات بدون رصيد وقضايا تبديد منقولات، وذلك بغرض عبيط وهو فرملة الطلاق وهو ما يعرف بكلبشة العريس وتخويفه من الانفصال، ورغم ذلك فإن بلدنا هو الأعلى على مؤشرات الأمم المتحدة فى الطلاق وأصبحت أعلى من معدلات الوفيات وحوادث الطرق والعياذ بالله، لقد نفرنا الشباب من الزواج ووضعنا على رقبته سكين "قايمة" المنقولات وهى من أخطر الأمراض الاجتماعية والتى تطورت من احتواء منقولات الزوجة إلى منقولات العريس ذاته، والتى سيتهم بتبديدها هى أيضا فيما بعد (سبحان الله!)، والأصعب أنها تبدأ عمليه الزواج والحب والمصاهرة والثقة فى حماية وحب ورعاية بنت الناس إلى حقوق فقط وشك وتخوين و"ورق ضد" وكأننا متخصصون فى إفساد كل ما هو جميل وتصعيب كل ما هو مفروض -أو كما أمر الله والأنبياء- أن يكون سهلا وجميلا، لدرجة أن الزوج السابق فى حالتنا هذه تحول بدلا من مطلق بالمعروف إلى حارق بالمولوتوف، فإن لم يفق مجتمعنا من هذا الهراء، فستظل مثل هذه الجرائم.. "قايمة".