جريدة روزاليوسف
سعيد عبد الحافظ
مصر والمملكة جناحا طائر العروبة

العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية قديمة قدم التاريخ، يجب على هواة ومحترفى الوقيعة ان يتعرفوا على جذورها الممتدة فى باطن التاريخ ،فقد وقعت أول معاهدة صداقة بين البلدين عام 1926، ثم أعقبها توقيع اتفاقية التعمير بالرياض فى عام 1939التى قامت مصر بموجبها بإنجاز بعض المشروعات العمرانية فى السعودية، ولا يمكن للتاريخ أن يتناسى أن مصروالمملكة العربية السعودية كان لهما دوركبير فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية 1944، وفى سبيل معركة مصر للتحرر من الاحتلال البريطانى أيدت السعودية مطالب مصر الوطنية فى جلاء القوات البريطانية عن الأراضى المصرية ووقفت إلى جانبها فى الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية، وفى 27 أكتوبر 1955وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، حيث رأس وفد السعودية فى توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، ثم تتعرض مصر لعدوان ثلاثى عام 1956لتقف المملكة بكل قوتها إلى جانب مصر فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وقد قدمت السعودية لمصر فى27 أغسطس 1956(100 مليون دولار) بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالى وفى 30 أكتوبر أعلنت السعودية التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان الثلاثى على مصر، وقامت باستضافة الطائرات المصرية فى شمال غرب المملكة وتمكينها من النجاة من الغارات الجوية المكثفة التى تعرضت لها الطائرات المصرية، وقامت المملكة بوضع مقاتلات نفاثة من طراز فامبير تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية تحت تصرف القيادة المصرية، وقد شارك هذا السرب فى الحرب ونفذ ما طلبته القيادة المصرية، ودمر بالقصف 20 طائرة سعودية من نوع فامبير، واستشهد فنى الطائرات السعودي على الغامدى وشارك فى الحرب جلالةالملك سلمان حفظه الله ورعاه والملك فهد رحمه الله، وأثناء العدوان الإسرائيلى على مصروالدول العربية عام 1967، توجه الملك فيصل بن عبد العزيز بنداء، مطالبا الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود وتأتى حرب أكتوبر المجيدة ليصدرالملك فيصل بن عبدالعزيز قراره التاريخى أثناء حرب أكتوبر بقطع إمدادات البترول عن الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل دعما لمصر فى هذه الحرب، كما قام الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتفقد خط المعركة فى أحد الخنادق على الجبهة المصرية.وقام الملك فيصل بن عبدالعزيز بالطواف بموكبه فى عدد من المدن المصرية فى استقبال شعبى بهيج،وقد رفعت رايات ترحيبية كان من ضمنها لافتة تقول (مرحبا ببطل معركة العبور «السادات» وبطل معركة البترول «فيصل»).
موقف المملكة عقب اندلاع تظاهرات 25 يناير ووقوف المملكة إلى جانب الشعب المصرى وتأتى ثورة 30 يونية وهى الثورة التى انتفض فيها الشعب المصرى لإسقاط نظام فاشى مدعوما من جماعات إرهاب دولية ودول غربية ليجد الشعب المصرى المملكة العربية السعودية فى مقدمة الصفوف مساندة لثورة الشعب حيث رفض العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بعد أحداث 30 يونيو التدخل الدولى فى الشأن الداخلى المصرى. كما أعلن وقوف السعودية بجانب شقيقتها مصر ضد الإرهاب. وأعلنت السعودية أنها ستقدم مساعد لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار وهو ما قابله تعهدات مماثلة من الكويت والإمارات وقام الأمير سعود الفيصل وزيرالخارجية السعودى بالقيام بزيارة عاجلة لفرنسا ضمن جولته الأوروبية لدعم مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف