طارق مراد
مصيلحي والاتحاد.. وسقوط الإسماعيلي
مسابقة الدوري العام لكرة القدم دخلت مرحلة الجد واللا عودة مع انطلاق مباريات الدور الثاني.. فالنقطة أصبح ثمنها يساوي ذهباً لكل أطرافها سواء الأندية التي تتصارع علي قمة الدوري بحثاً عن درع البطولة أو الوصول للمربع الذهبي.. أو تلك التي تسعي للهرب من شبح الهبوط والسقوط في عالم النسيان.. فالكل يعلم أنه لا مجال للتعويض مع بدء العد التنازلي لانتهاء المسابقة.
جاءت ضربة البداية لمباريات الدور الثاني يواكبها سباق شرس بين الأندية في الميركاتو الشتوي من أجل دعم صفوفها لتصحيح أوضاعها وتطوير مستواها بما يؤهلها لتحقيق أهدافها.. ولعلنا نتفق أن هناك أندية بدأت تجني مبكراً ثمار التعاقد مع الصفقات الجديدة منها علي سبيل المثال الاتحاد السكندري الذي حقق فوزاً ساحقاً علي النصر بثلاثية نظيفة ولعبت في هذا اللقاء تلك الصفقات دوراً كبيراً في تحقيق هذا الفوز الكبير الذي من شأنه أن ينعش آمال زعيم الثغر في استعادة توازنه ومكانته الطبيعية في المنطقة الدافئة بجدول المسابقة علي أقل تقدير إن لم يتمكن من دخول المربع الذهبي وهو المكان اللائق لهذا النادي العريق صاحب الشعبية الجارفة.
وهنا يجب أن نشيد بالجهود والقيادة الحكيمة لرئيس النادي محمد مصيلحي الذي استطاع أن يضع يده مع مجلس إدارته علي أسباب الخلل وكيفية علاجها.. فكانت التعاقد مع مدير فني أجنبي كفء ولديه دراية كبيرة بأسرار الكرة المصرية وهو الاسباني ماكيدا لتحقيق الاستقرار الفني للفريق.. وكانت الخطوة لمحمد مصيلحي لتصحيح المسار التنسيق مع ماكيدا لدعم خطوط ومراكز زعيم الثغر طبقاً لاحتياجاته وبما يضمن علاج أوجه القصور وإعادة الفاعلية والإيجابية لخط هجومه والحيوية والقوة للأداء العام للفريق.. وبالفعل أثبتت تلك الصفقات عند الموعد والمكان المناسبين وسجل ثلاثية الاتحاد السكندري في مرمي النصر نجومه الجدد أحمد كابوريا ورزاق سيسيه واختتم إيمانويل بناهيني سيرك الأهداف.. وأري أن تلك البداية القوية وهذا الفوز الكاسح وتلك الروح العالية التي أدي بها نجومه اللقاء تعتبر بمثابة صفحة جديدة يفتحها فريق الاتحاد العريق عنوانها التألق والإجادة في المرحلة القادمة وإسعاد جماهيره بمزيد من الانتصارات.. فمبروك لمحمد مصيلحي قائد قلعة الاتحاد الخضراء نجاح ثورة التصحيح وعقبال استعادة لغة المنافسة علي البطولات.
***
سقوط الإسماعيلي برازيل الكرة المصرية أمام أولاد العم ذئاب المقاولون العرب بثنائية في لقاء كان فيه نجوم المقاولون الأكثر فاعلية وإيجابية.. ليفقد الدراويش خمس نقاط دفعة واحدة في أول مباراتين في الدور الثاني يؤكد أن ما تحدثت عنه في البداية عن دخول المسابقة مرحلة الجد وهو ما يعني أن المباريات سوف تشهد قتالاً شرساً في الملعب من أجل حصد أكبر عدد من النقاط.. فنجوم المقاولون قدموا عرضاً رائعاً وقاتلوا في الملعب حتي تحقق لهم ما أرادوا بقيادة النجمين.
أما خسارة الاسماعيلي وتلك البداية المتواضعة في الدور الثاني قد منحت الأهلي حامل اللقب صدارة الدوري علي طبق من ذهب.. ليتأكد لنا أن حماسة الاسماعيلي وتألقه في الدور الأول واعتلاء قمة الدوري خلاله لم تختف كثيراً عما فعله المقاصة في الموسم وغيره من باقي فرق الدوري التي تتألق في حمي البداية ثم سرعان ما تتراجع لعدم امتلاكها النفس الطويل وهي السمة التي يتمتع بها قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك.. وهو ما جعل الفوز بالبطولات حكراً عليهما.. وإذا كان الإسماعيلي قد فتح الباب بهذه الخسارة علي مصراعيه أمام الأهلي لينطلق دون ضغوط نحو الاحتفاظ بلقب الدوري العام الثالث علي التوالي.. فلابد أن نتفق أنه استطاع أن يقدم نفسه بصورة رائعة هذا الموسم تليق بأحد أضلاع مثلث القمة للكرة المصرية مع الأهلي والزمالك تخلص معهما من الصورة الباهتة للفريق في السنوات الأخيرة وعاد يقف علي أرض صلبة تؤكد قدرته علي دخول المربع الذهبي هذا الموسم والحصول علي تأشيرة الترشح للعودة للبطولات الأفريقية التي يذكر التاريخ أن الاسماعيلي البرازيلي هو ناد مصري يتوج بطلاً لها عام .69